البابا يلتقي كهنة أبرشيته روما: تأملات الكاردينال برغوليو حول وثيقة مؤتمر أباريسيدا

التقى البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في كاتدرائية القديس يوحنا اللاتيران بروما كهنة أبرشيته روما. ولمناسبة هذا اللقاء الهام بين الكهنة الرومانيين والحبر الأعظم، بعث نائب البابا العام على أبرشية روما الكاردينال أغوسطينو فاليني برسالة إلى الكهنة تضمنت تأملات كتبها الكاردينال خورخيه برغوليو في العام 2008، عندما كان أسقفا على أبرشية بوينوس أيريس الأرجنتينية، وتتمحور هذه التأملات حول الوثيقة الصادرة عن المؤتمر العام الخامس لمجالس أساقفة أمريكا اللاتينية والكاراييب الذي عُقد في أباريسيدا بالبرازيل في العام 2007، بحضور البابا بندكتس السادس عشر.

شدد البابا فرنسيس في التأملات التي كتبها لخمس سنوات خلت على حاجة الكنيسة الملحة إلى رعاة لشعب الله، لا إلى موظفين رسميين، واعتبر أن هوية رجل الدين تُحددها علاقته بالجماعة وتطبع هذه الهوية ميزتان اثنتان: الهبة والأمانة. وأوضح الكاردينال برغوليو أن الكاهن ينتمي إلى شعب الله! ورأى أن الكاهن الذي لا يدخل في هذا الانتماء يواجه خطر الانزلاق إلى عزلة الـ"أنا" محذرا أيضا من مغبة الضمير والوعي المنفصلين عن مسيرة شعب الله. وأوضح الكاردينال برغوليو أن الروح القدس يحقق علاقة الشركة بين الكاهن وشعب الله ولفت إلى أنه بدون الروح القدس يواجه الكاهن أيضا خطر فقدان التوجه في سياق البحث عن الإيمان.

هذا وسلط البابا في تأملاته الضوء على صورة الراعي الصالح، مشيرا إلى أن الوثيقة الصادرة عن مؤتمر أباريسيدا تتطلب من الكهنة تبني سلوك جديد. ومن هذا المنطلق لا بد أن يكون كاهن الرعية قبل كل شيء تلميذا حقيقيا للمسيح، لأن الكاهن الذي يحب المسيح حقا وحده قادر على تجديد الرعية. كما لا بد أن يكون الكاهن مرسلا، لا يكل من البحث المستمر والمتواصل عن الأشخاص البعيدين، ولا يكتفي بمجرد إدارة شؤون الرعية الموكلة إليه.

وشدد الكاردينال خورخيه برغوليو على ضرورة أن يكون اللقاء الشخصي مع يسوع المسيح أساسا للنشاط الإرسالي. كما أكد أن الكاهن مدعو إلى الاعتناء بقطيع المؤمنين، وهذا يتطلب كثيرا من التفاني والعطف والحنان. وسطر البابا أيضا ضرورة أن تُحرك الرحمة الكاهن لأنه بهذه الطريقة فقط يتمكن من الاعتناء بالشخص البشري والاقتراب منه ومرافقته على طريق المصالحة.