2013-09-16 13:59:08

البابا فرنسيس: محبة الشعب والتواضع فضيلتان أساسيتان لكل حاكم


التواضع والمحبة ميزتان ضروريتان لكل حاكم، أما بالنسبة للشعب ولاسيما الكاثوليك فلا يمكنهم ألا يهتموا بالسياسة هذا ما أكّده البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الاثنين في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان ودعا المؤمنين للصلاة من أجل الحكام والسلطات.

استهل البابا عظته انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم حول قائد المائة الذي يطلب من الرب بثقة وتواضع شفاء غلامه، ومن رسالة القديس بولس الأولى إلى تلميذه طيموتاوس والتي يسأل فيها القديس بولس المؤمنين أن يُقام الدُّعاءُ والصَّلاةُ والاِبتِهالُ والشُّكرُ مِن أَجْلِ جَميعِ النَّاس ومِن أَجْلِ المُلوكِ وسائِرِ ذَوي السُّلْطَة.

قال الأب الأقدس على الحاكم أن يحب شعبه لأن الحاكم الذي لا يحب لا يمكنه أن يحكم. بعدها نوه الحبر الأعظم بمثل الملك داود الذي أحب شعبه كثيرًا حتى أنه طلب من الرب أن يُعاقبه بدلاً من شعبه بعد خطيئة الإحصاء (2 صم 24) وقال إن محبة الشعب والتواضع هما فضيلتا كل حاكم ولا يمكنه أن يحكم دونهما! أضاف البابا يقول: على كل رجل أو امرأة في منصب خدمة السلطة أن يسألا أنفسهما: هل أحب شعبي لأخدمه بشكل أفضل؟ هل أنا متواضع وأصغي للآخرين ولآرائهم المتعددة لأختار الحل الأفضل؟ فالحاكم الذي لا يسأل نفسه هذه الأسئلة لن يكون حكمه صالحًا. والحاكم الذي يحب شعبه هو شخص متواضع.

من جهة أخرى يحث القديس بولس المؤمنين على الصلاة "مِن أَجْلِ المُلوكِ وسائِرِ ذَوي السُّلْطَة، لِنَحْيا حَياةً سالِمةً مُطمَئِنَّة بِكُلِّ تَقْوى ورَصانة" لذلك فالشعب لا يمكنه ألا يهتم بالسياسة فليس باستطاعة أحد أن يقول: "لا دخل لي بهذا فليحكموا هم..." لا! لأنني مسؤول عن حكمهم وعلي أن أفعل أفضل ما بوسعي لكي يحكموا جيدًا ولكي أشارك في الحياة السياسية بقدر استطاعتي. فالسياسة، كما تعلمنا عقيدة الكنيسة الاجتماعية، هي إحدى أسمى أشكال المحبة لأنها خدمة الخير العام. لذا لا يمكنني أن أستثني نفسي وأغسل يدي! على كلٍّ منا بدوره أن يساهم بشيء.

تابع البابا فرنسيس يقول: لقد اعتدنا أن نتحدث فقط بالسوء عن الحكام وعما يفعلونه، من المحتمل أن يكونوا خطأة تمامًا كداود الملك ومع ذلك علي أن أتعاون وأقدم رأيي وأعبر عن موقفي لأنه يجب علينا جميعًا أن نشارك في الخير العام! وإن كنا قد سمعنا أن الكاثوليكي الصالح لا يتدخل في السياسة أقول لكم أن هذا ليس صحيحًا، لا بل إنه موقف خاطئ، لأن الكاثوليكي الصالح يساهم في السياسة مقدمًا أفضل ما لديه ليتمكن الحكام من القيام بخدمتهم. لكن ما هو أفضل ما يمكننا أن نقدمه للحكام؟ الصلاة! كما يعلمنا القديس بولس: "الدُّعاءُ والصَّلاةُ والاِبتِهالُ والشُّكرُ مِن أَجْلِ جَميعِ النَّاس ومِن أَجْلِ المُلوكِ وسائِرِ ذَوي السُّلْطَة". قد يقول لي البعض يا أبت ولكن هذا الحاكم شخص سيء، أقول لكم صلّوا من أجله ليحكم بالصلاح وليحب شعبه ويخدمه بتواضع، لأن المسيحي الذي لا يصلي من أجل حكامه ليس مسيحيًّا صالحًا. صلوا من أجل حكامكم ! وهذا لا أقوله لكم أنا بل القديس بولس، وهذه كلمة الرب!

ختم البابا فرنسيس عظته بالقول: لنعط أفضل ما عندنا من أفكار واقتراحات، ولنصلّ من أجل حكامنا لكي يحكموا بالصلاح ويقودوا بلادنا وعالمنا أيضًا إلى الأمام فيعم السلام والخير العام!








All the contents on this site are copyrighted ©.