2013-09-13 14:28:19

رسالة البابا فرنسيس للمشاركين في الأسبوع الاجتماعي للإيطاليين الكاثوليك


وجه البابا فرنسيس رسالة إلى الكاردينال أنجلو بانياسكو رئيس مجلس أساقفة إيطاليا لمناسبة انعقاد الأسبوع الاجتماعي السابع والأربعين للإيطاليين الكاثوليك في مدينة تورينو من الثاني عشر وحتى الخامس عشر من الجاري حول موضوع "العائلة: رجاء ومستقبل للمجتمع الإيطالي".

وقد استهل البابا رسالته بالقول إن الأسابيع الاجتماعية في إيطاليا شهدت انطلاقتها الأولى في العام 1907، ومن بين روّادها الأوائل جوزيبي تونيولو الذي رُفع إلى مجد المذابح طوباويا في الثامن والعشرين من نيسان أبريل عام 2012، وأضاف الحبر الأعظم أن الطوباوي تونيولو هو من بين جمع غفير من الإيطاليين الكاثوليك الذين ساروا على طرقات مثمرة لبناء الخير العام، وعاشوا هكذا في حياتهم اليومية ما علّمه المجمع الفاتيكاني الثاني حول دعوة العلمانيين ورسالتهم، وتحديدا في الدستور العقائدي في الكنيسة، ويشكل مثلهم بالتالي تشجيعا دائما للعلمانيين الكاثوليك في عالم اليوم كيما يبحثوا بدورهم عن دروب فعالة لتحقيق الهدف عينه في ضوء تعليم الكنيسة.

أشار البابا في رسالته إلى أن عددا كبيرا من الرجال والنساء والكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين بينهم قديسون وطوباويون، قد عملوا في تورينو خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، وشهدوا من خلال حياتهم، والتزموا بكل فعالية في خدمة الشباب والعائلات والأشد فقرا. وتابع الحبر الأعظم أن الكنيسة في إيطاليا تواصل هذه الأسابيع الاجتماعية كلحظات مميزة للإصغاء والتحاور، وهي فائقة الأهمية للجماعة الكنسية نفسها ولخدمتها البشارة والرقي الإنساني، وللعاملين أيضا في الحقل الثقافي والاجتماعي.

قال البابا إن الأسابيع الاجتماعية للإيطاليين الكاثوليك هي وسيلة مميزة تقدم عبرها الكنيسة الإيطالية إسهامها الخاص في البحث عن الخير العام، وثمّن بعدها العنوان المختار للأسبوع الاجتماعي السابع والأربعين "العائلة، رجاء ومستقبل للمجتمع الإيطالي"، وأضاف أن العائلة هي حياة، نسيج يومي ومسيرة أجيال تنقل الإيمان معا من خلال المحبة والقيم الأخلاقية الأساسية، وهي تضامن ملموس وتعب وأناة ومشروع ورجاء ومستقبل، وكل ما تعيشه الجماعة المسيحية في ضوء نور الإيمان والرجاء والمحبة يصبح يوما فيوم خميرة داخل المجتمع. وأشار الحبر الأعظم إلى أن ذاكرة المسنين لهي سند للسير قدما مؤكدا أن مستقبل المجتمع متجذر في المسنين والشباب، إذ لا مستقبل للشعب الذي لا يهتم برعاية المسنين والأطفال والشباب.

تابع البابا رسالته متحدثا عن العائلة، الاتحاد بين رجل وامرأة، وقال إن العائلة هي مدرسة مفضلة للعطاء والسخاء والمقاسمة والمسؤولية، مدرسة تعلم تخطي الذهنية الفردية التي تنتشر في مجتمعاتنا، وأشار إلى أن مساندة العائلات وتثمين دورها الأساسي والمركزي يعني العمل لصالح نمو عادل ومتضامن، كما وتطرق لمعاناة عائلات كثيرة بسبب مشاكل عدة مرتبطة بالبطالة والسكن وفشل الحياة الزوجية والعائلية، وشدد على أهمية التضامن معها، وأشار أيضا إلى الشهادة الشجاعة والجميلة التي تقدمها عائلات كثيرة تعيش الحياة الزوجية والعائلية بفرح، ولا تخشى مواجهة لحظات الصليب، الذي وباتحاد مع صليب الرب، يجعل الحب أكثر قوة.








All the contents on this site are copyrighted ©.