2013-09-13 15:19:24

البابا فرنسيس: في كل مرة نتحدث بالسوء عن إخوتنا نحن نكرِّر جريمة قايين


من يتحدث بالسوء عن قريبه هو مرائي وليس لديه الشجاعة لينظر إلى أخطائه، هذا ما قاله البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، وأكّد أن الاغتياب يأخذ "بعد الجريمة" لأننا في كل مرة نتحدث بالسوء عن إخوتنا نحن نكرِّر جريمة قايين.

"لِماذا تَنظُرُ إِلى القَذى الَّذي في عَينِ أَخيكَ؟ والخَشَبَةُ الّتي في عَينِكَ أَفَلا تأبَهُ لَها؟" استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من سؤال يسوع هذا الذي نقرؤه في إنجيل اليوم والذي يهزّ ضمير إنسان كل زمن، فبعد أن كان قد تحدث عن التواضع، نرى يسوع اليوم يتحدث عن الموقف المناقض له أي عن شعور الكراهية تجاه القريب، ذلك الشعور الذي يجعل الشخص يدين أخاه، ونسمع يسوع يستعمل تعبيرًا قاسيًا: "أيها المرائي".

قال البابا فرنسيس: إن الذين يقضون حياتهم في إدانة القريب، ويتحدثون بالسوء عنه هم مراؤون لأنهم لا يتحلّون بالقوة والشجاعة لينظروا إلى أخطائهم. ويقول لنا يوحنا الرسول في رسالته الأولى: "من يبغض أخاه فهو في الظلمة و في الظلمة يسلك و لا يعلم أين يمضي لان الظلمة أعمت عينيه".

ففي كل مرة ندين فيها إخوتنا في قلبنا أو نتحدث عنهم بالسوء نكون مسيحيين قتلة، تابع البابا يقول، ولست أنا من أقوله بل الرب نفسُه، وهذا أمر لا يقبل التأويل. إذ أنه عندما تتكلم بالسوء عن أخيك فأنت تقتله، وفي كل مرة نقوم بهذا فنحن نكرّر عمل قايين أول مجرم في التاريخ.

تابع الأب الأقدس يقول في هذا الزمن الذي يُتحدث فيه عن الحرب ويسأل فيه العديد عن السلام من الأهمية بمكان أن نقوم من جهتنا بعمل توبة. فالاغتياب يدخل في خط الإجرام إذ أنه ليس هناك اغتياب بريء، فاللسان وكما يؤكد يعقوب الرسول هو لتمجيد الله، ولكن عندما نستعمل لساننا للتحدث بالسوء عن أخينا أو أختنا فنحن نستعمله لقتل الله، لقتل صورة الله في القريب.

أضاف البابا فرنسيس يقول: قد يقول البعض أن هناك من يستحق أن نتحدث عنه بالسوء، لكن هذا غير مقبول. أقول لك تابع البابا: اذهب وصلّي من أجله، أو اذهب وقم بعمل إماتة من أجلها! وبعدها إن لزم الأمر تحدث مع الشخص الذي يمكنه أن يساهم في حل المشكلة لكن لا تخبر الجميع! فالقديس بولس كان خاطئًا ويكتب بهذا الصدد لتلميذه طيموتاوس: "أَحمَدُ لِلمَسيحِ يسوعَ رَبِّنا الَّذي مَنَحَني القُوَّة، عَلى أَنَّه عَدَّني ثِقَةً فأَقامَني لِخِدمَتِه، أَنا الَّذي كانَ في ما مَضى مُجَدِّفًا مُضطَهِدًا عنيفًا، ولكِنِّي نِلْتُ الرَّحمَة لأَنِّي كُنتُ أَفعَلُ ذلِكَ بِجَهالَة، إِذ لم أَكُنْ مُؤمِنًا، ففاضَت عَلَيَّ نِعمَةُ رَبِّنا، وما صَدَرَ عَنها من إيمان ومَحَبَّةٍ في المسيحِ يسوع".

ختم الأب الأقدس عظته بالقول: قد لا يكون هناك بيننا أي مجدّف، لكن من يتحدث بالسوء عن قريبه هو بدون شك مضطهد عنيف. لنسأل الرب إذًا من أجلنا ومن أجل الكنيسة جمعاء نعمة التوبة عن جرائم الاغتياب ونعمة المحبة واللطف والوداعة والصبر تجاه القريب.








All the contents on this site are copyrighted ©.