كيري يتحدث عن وجود أدلة قاطعة على استخدام السلاح الكيميائي في سورية

تحدث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مساء أمس الاثنين عن وجود أدلة قاطعة بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية على نطاق واسع في سورية، لافتا إلى أن تقارير أجهزة الاستخبارات تشير إلى مسؤولية نظام الأسد وأكد أن هذا الخرق للمعايير الدولية لن يتم بدون عقبات. ورأى المراقبون في تصريحات الوزير الأمريكي تبريرا مبطنا لعمليات عسكرية أمريكية محتملة في سورية والتي ستشمل إطلاق صواريخ كروز من البحر ضد أهداف عسكرية سورية في حال وافق الرئيس الأمريكي باراك أوباما على خطوة من هذا النوع. تابع رئيس الدبلوماسية الأمريكي في كلمة ألقاها أمام الصحفيين في مقر وزارة الخارجية في واشنطن أن هذه الاتهامات ترتكز إلى الوقائع مع العلم أن كيري هو أعلى مسؤول أمريكي يؤكد الهجوم الكيميائي الذي وقع في ضواحي العاصمة السورية دمشق، وقال ناشطون إنه أسفر عن مقتل مئات الأشخاص.

وكانت مصادر البيت الأبيض قد أشارت العام الماضي إلى وجود ما سمته بـ"الخط الأحمر" فيما بدأ المجتمع الدولي ينظر اليوم بجدية في إمكانية القيام بعمل عسكري ضد النظام السوري يرمي إلى الإطاحة بالنظام ودعم المتمردين. يحصل هذا في وقت استبعد فيه المحللون السياسيون إمكانية أن يتم العمل العسكري المحتمل تحت غطاء مجلس الأمن الدولي نظرا لمعارضة موسكو وبكين لهذا الإجراء ودعمهما للنظام السوري. تأتي تصريحات كيري في وقت أعلنت فيه المتحدثة بلسان وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف أن الإدارة الأمريكية ما تزال مقتنعة بضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، لافتة إلى عدم وجود حل عسكري يعود بالفائدة على الشعب السوري.

تأتي هذه التطورات في وقت تعرض فيه فريق المفتشين الأمميين يوم أمس الاثنين لإطلاق النار، خلال زيارته الموقع الذي وقع فيه الهجوم الكيميائي في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، وسط استمرار تبادل الاتهامات بين النظام السوري والمعارضة. وكان الناشطون السوريون قد تحدثوا في وقت سابق عن سقوط مئات القتلى نتيجة لاستخدام السلاح الكيميائي فيما أشارت منظمة أطباء بلا حدود إلى أن حصيلة الضحايا بلغت ثلاثمائة وخمسة وخمسين قتيلا، مع العلم أن النظام السوري سبق أن نفى صحة الأنباء الحاكية عن استخدامه السلاح الكيميائي.