2013-08-25 12:33:47

البابا فرنسيس يتلو صلاة التبشير الملائكي ويطلق نداء من أجل السلام في سورية


تلا البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. قال البابا: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، يدعونا إنجيل اليوم إلى التأمل في موضوع الخلاص. فقد صعد يسوع من الجليل إلى مدينة أورشليم وفي الطريق ـ كما يروي القديس لوقا البشير ـ اقترب منه رجل وسأله "يا رب، هل الذين يخلصون قليلون؟" لم يرد يسوع على السؤال مباشرة: ليس من المهم أن نعرف عدد من سيخصلون، لكن من الأهمية بمكان أن نعرف ما هي الدرب المؤدية إلى الخلاص. فأجاب يسوع قائلا "اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق، إن كثيرا من الناس سيحاولون الدخول فلا يستطيعون". ماذا أراد أن يقول يسوع؟ ما هو الباب الذي يجب أن ندخل منه؟ ولماذا يتحدث يسوع عن باب ضيق؟ صورة الباب تظهر أكثر من مرة في الإنجيل، وتوجه الفكر صوب باب البيت حيث نجد الأمان والمحبة والدفء. يؤكد لنا يسوع أن هناك بابا يُدخلنا إلى صلب عائلة الله، إلى دفء بيت الله وإلى الشركة معه. هذا الباب هو يسوع نفسه. إنه جسر العبور إلى الخلاص. إنه يقودنا إلى الآب. وهذا الباب لا يُقفل أبدا بل يبقى مفتوحا على الدوام أمام الجميع وبدون أي تمييز واستثناءات وامتيازات. يسوع لا يستثني أحدا. قد يقول لي أحدكم: "أنا خاطئ"! أنت المفضل لدى يسوع لأنه يفضل الخطأة، ينتظرك ليعانقك ويغفر لك. إن كل شخص مدعو إلى عبور هذا الباب، باب الإيمان، إلى الدخول في صلب حياة المسيح وجعله يدخل في حياتنا، كي يبدلها ويجددها ويهبها الفرح التام والدائم.

في يومنا هذا ـ تابع البابا يقول ـ نمر أمام أبواب كثيرة تدعونا إلى الدخول وتعدنا بالسعادة التي تستغرق لحظة. أما نحن فمن أي باب نريد أن ندخل؟ ولمن نريد أن نفتح باب حياتنا؟ دعونا لا نخاف من عبور باب الإيمان بيسوع، ومن ترْكه يدخل إلى حياتنا، دعونا لا نخاف من الخروج من أنانيتنا، من انغلاقنا على ذواتنا ومن لامبالاتنا حيال الآخرين. يسوع يضيء حياتنا بنور يدوم إلى الأبد! إن باب يسوع ضيق، لأن الرب يطلب منا أن نفتح له قلبنا، وأن نقر بخطايانا وبالحاجة إلى خلاصه ومغفرته ومحبته ويريدنا أيضا أن نقبل رحمته بتواضع ونتركه يجددنا. ولا بد أن تدخل حياتنا كلها من الباب الضيق، الذي هو يسوع المسيح. هذا ثم سأل الحبر الأعظم العذراء مريم، باب السماء، أن تساعدنا على عبور باب الإيمان، وعلى أن نترك ابنها يبدل وجودنا كما بدل وجودها لنحمل إلى الجميع فرح الإنجيل.

 

نداء البابا من أجل السلام في سورية

بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين أطلق البابا فرنسيس نداء من أجل السلام في سورية وقال: أتابع بقلق وبألم كبير تطور الأوضاع في سورية. إن ازدياد أعمال العنف خلال حرب بين الأخوة، وإزاء تكاثر المجازر التي اطلعنا عليها كلنا من خلال الصور الرهيبة التي شاهدناها في الأيام الماضية، يحملني على رفع صوتي مجددا كي يتم إسكات الأسلحة. المصادمات لا تحمل على الأمل في حل المشاكل لأن هذا الأمر يتطلب القدرة على التلاقي والحوار. من صميم القلب، أود أن أعرب عن قربي ـ بواسطة الصلاة والتضامن ـ من جميع ضحايا الصراع وكل المتألمين، خصوصا الأطفال، وأدعو إلى عدم إطفاء شعلة الأمل أبدا. أطلق نداء إلى الجماعة الدولية كي تتحسس هذا الوضع المأساوي وتبذل كل الجهود اللازمة لمساعدة الأمة السورية العزيزة على إيجاد حل لحرب تزرع الدمار والموت. دعونا نصلي جميعا إلى العذراء ملكة السلام.








All the contents on this site are copyrighted ©.