2013-08-24 15:22:45

الإنجيل وقفة تأمل عند كلمة الحياة


وكانَ يَمُرُّ بِالمُدُنِ والقُرى، فيُعَلِّمُ فيها، وهوَ سائِرٌ إِلى أُورَشَليم. فقالَ لَه رَجُل: "يا ربّ، هلِ الَّذينَ يَخلُصونَ قَليلون؟" فقالَ لهم: "اِجتَهِدوا أَن تدخُلوا مِنَ البابِ الضَّيِّق. أَقولُ لَكم إِنَّ كَثيرًا مِنَ النَّاسِ سَيُحاوِلونَ الدُّخولَ فلا يَستَطيعون. وإِذا قامَ رَبُّ البَيتِ وأَقَفَلَ الباب، فوَقَفتُم في خارِجِه وأَخَذتُم تَقرَعونَ البابَ وتقولون: يا ربُّ افتَحْ لَنا، فيُجيبُكُم: لا أَعرِفُ مِن أَينَ أَنتُم، حينَئِذٍ تَقولونَ: لَقَد أَكَلْنا وِشَرِبنْا أَمامَكَ، ولقَد عَلَّمتَ في ساحاتِنا. فيَقولُ لَكم: لا أَعرِفُ مِن أَينَ أَنتُم. إِلَيكُم عَنَّي يا فاعِلي السُّوءِ جَميعًا! فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأَسنان، إِذ تَرَونَ إِبرهيمَ وإِسحقَ ويعقوبَ وجميعَ الأَنبِياءِ في مَلَكوتِ الله، وتَرَونَ أَنفُسَكُم في خارِجِه مَطرودين. وسَوفَ يَأتي النَّاسُ مِنَ المَشرِقِ والمغرِب، ومِنَ الشَّمالِ والجَنوب، فيجِلسونَ على المائِدَةِ في مَلَكوتِ الله. فهُناكَ آخِرونَ يَصيرونَ أَوَّلين وأَوَّلونَ يَصيرونَ آخِرين. (لو 13، 22 ـ 30)

 

للتأمل

"وسَوفَ يَأتي النَّاسُ مِنَ المَشرِقِ والمغرِب، ومِنَ الشَّمالِ والجَنوب، فيجِلسونَ على المائِدَةِ في مَلَكوتِ الله..." إن ملكوت الله هو عطية نقبلها بالإيمان وهذا القبول يجعلنا نلتزم بحياة التلميذ وبخيار حياة يومي. في إنجيل اليوم يتحدث يسوع عن: باب ضيّق لدخول الملكوت، وبمثله وحياته يرينا يسوع معنى هذا الباب كما نقرأ في صلاة البدء في ليتورجية اليوم: أيها الآب يا من تدعو جميع البشر للدخول عبر باب الصليب الضيّق إلى وليمة فصح الحياة الجديدة امنحنا قوة روحك القدوس لكيما بالاتحاد بذبيحة ابنك ننال ثمار حرية وفرح ملكوتك.

نقرأ في إنجيل هذا الأحد عن رجل يسأل يسوع ""يا ربّ، هلِ الَّذينَ يَخلُصونَ قَليلون؟" هذا هو غالبا سؤالنا أيضا. ويأتي جواب يسوع على شبه مثل يشبّه فيه ملكوت السماوات بحفل مائدة فرح، أي بفرح المشاركة والتضامن، إنه حدث إلهي مدهش ومجاني، يقدم فيه الله شراكته للإنسان، فملكوت الله مفتوح للجميع "وسَوفَ يَأتي النَّاسُ مِنَ المَشرِقِ والمغرِب، ومِنَ الشَّمالِ والجَنوب، فيجِلسونَ على المائِدَةِ في مَلَكوتِ الله". ولكن من جهة أخرى المعرفة وحدها لا تكفي لدخول ملكوت الله كأولئك الذي يصرخون " لَقَد أَكَلْنا وِشَرِبنْا أَمامَكَ، ولقَد عَلَّمتَ في ساحاتِنا" فيسوع قال لنا مرارًا "ليسَ من يقولُ لي "يا ربّ، يا ربّ يدخلُ ملكوتَ السَّموات، بل من يعملُ بمشيئةِ أبي الذي في السَّموات..." على القول أن يقترن بالحياة، وعلى الإيمان أن يحرّكَ الكيان، وعلى الصلاة أن ترافق أعمال المحبة والرحمة...

يسوع يطلب منا أن نجتهد للدخول من الباب الضيق ليس لأنه يفرح بتعبنا أو أنه لا يرغب بخلاصنا جميعا وإنما ليؤكد لنا أنه علينا المرور من خلاله، أنه هو صلة الوصل التي سمحت للبشرية بأن تنال الخلاص. فالباب الضيّق هو أيضا علامة لمشاركة الإنسان وتعاونه فيصبح هذا الباب علامة للقاء والتبادل، فيجسد ذلك التحول الذي يجب أن يطال حياتنا لندخل في ملء الشركة مع الله...

الباب ضيّق لكنه جميل! إنه السبيل نحو عالم جديد حيث فرح الله برؤية البشر يصبحون أبناء له وإخوة فيما بينهم!

 








All the contents on this site are copyrighted ©.