2013-08-17 14:56:25

البطريرك الماروني يدين جريمة الانفجار في ضاحية بيروت الجنوبية


في عظته مترئسا القداس الإلهي يوم أمس الجمعة في كنيسة الصرح الصيفي في الديمان، شمال لبنان، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: لقد آلمتنا جريمة الانفجار في ضاحية بيروت الجنوبيّة، وقد أوقعت ما يفوق العشرين قتيلاً من المواطنين الأبرياء ومئات الجرحى وأضراراً مادّية فادحة، وطعنة مؤلمة في قلب لبنان. وما آلمنا بالأكثر أنّها وقعت في يوم عيد انتقال سيدتنا مريم العذراء بنفسها وجسدها إلى المجد السماوي، في ما كان المؤمنون يرفعون الصلوات من كلّ كنائس الأرض لاسيّما من لبنان، ملتمسين من سيّدة لبنان السلام والاستقرار لوطننا ولبلدان الشّرق الأوسط.

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، أضاف غبطته يقول: إنّنا ندين بشدّة هذه الجريمة الجسيمة، سائلين العدل الإلهي أن يكفّ أيادي الأشرار ومرتكبيها ومرتكبي أمثالها وطالبينَ من العدالة البشرية ضبط الفاعلين وإنزال أشدّ العقوبات بحقّهم. وإنّنا نعزّي أهالي الضحايا ونشدّد الجرحى والمتضرّرين. ونقدّم هذه الذبيحة المقدّسة من أجلهم جميعاً ومن أجل سلامة لبنان وشعبه... إنّنا نناشد المسؤولين السياسيّين والأفرقاء المتنازعين الاتّعاظ من انفجار الضاحية ومن أبعاده وخفاياه. فدماء الضحايا البريئة تستصرخ ضمائرهم لكي يجلسوا كرجالات دولة جديرين إلى طاولة الحوار في ظرف يدعوهم إلى تحمّل مسؤوليّاتهم الوطنية. ولا يكفي استنكار الانفجار وتعزية الحزانى بكلمات من الشفاه، فيما لغة العقل والقلب، أي لغة الحقيقة والمحبة، معطّلة؛ وفي ما مبادرات الحلول المسؤولة مُبعدة.

وتابع البطريرك الماروني عظته بعنوان "ارتفعتُ كالأرز في لبنان" قائلا: أجل، فخرٌ لنا أن يقترن أرز لبنان بحكمة الله المتجسّدة في التاريخ بشخص يسوع المسيح، فادي الإنسان ومخلّص العالم، لأنّه قدّس أرض لبنان بحضوره وآياته في نواحي صور وصيدا، وأن يقترن بشخص مريم سيدة لبنان، التي كرّسنا لقلبها الطاهر وطننا لبنان وبلدان الشّرق الأوسط باحتفال رسمي كنسي ووطني في السادس عشر من حزيران الماضي. فمريم، مذ قبلت ابن الله بروحها وجسدها وصارت مسكناً له وللحكمة الإلهيّة، وبعد حياة مليئة بالنعمة والقداسة، ومميّزة بالاتحاد الكامل بشخص المسيح ابنها بالجسد، رفعتها الحكمة الإلهيّة كالأرز في لبنان، ونقلتها بالنفس والجسد إلى مجد السماء، سلطانةً على جميع القدّيسين، وملكة السماء والأرض. وإنّها دعوة لنا، نحن اللبنانيين، أن نرتفع مثل أرزنا بالحكمة والكرامة والقيم، وأن نصمد في التضامن ووحدة العيش معاً، وسط المحن والأزمات، مثل الأرز الذي يصمد ويقوى كلّما هزّته الرياح وتراكمت عليه الثلوج. وختم البطريرك الراعي قائلا: صلاتنا اليوم إلى الله أن يمسّ ضمائرَ الجميع. فدماءُ الأبرياء الذين سقطوا بالأمس وقبلُ على أرضنا، ويسقطون كلّ يوم على أرضه في سوريا ومصر والعراق، تصرخ إليه وتطلب عدالة وسلاماً ومحبة على الأرض.








All the contents on this site are copyrighted ©.