2013-08-13 14:53:33

كلمة البابا فرنسيس لمنتخبي إيطاليا والأرجنتين لكرة القدم


استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الثلاثاء في القصر الرسولي في الفاتيكان منتخَبي إيطاليا والأرجنتين لكرة القدم اللذين سيلتقيان مساء الغد في مباراة وديّة في ملعب روما الأولمبي. ووجه الأب الأقدس كلمة شكر فيها زواره ومنظمي هذه المبادرة وقال: أعزائي اللاعبين أنتم مشهورون جدًّا والناس تتابعكم ليس فقط على أرض الملعب بل خارج الملعب أيضًا، وهذه مسؤولية اجتماعيّة! فخلال المباراة، خلال وجودكم على أرض الملعب نجد الجمال والمجانية والرفقة. وإن فُقدت هذه المكونات في مباراة ما تفقد المباراة أهميتها بالرغم من فوز الفريق. ليس هناك مكان للفردانية، لأنه في الفريق كل شيء مبني على التنسيق والتناسق.

تابع الأب الأقدس يقول صحيح أن التنظيم الوطني والدولي يجعل الرياضة أكثر احترافًا لكن لا يجب لهذا البعد المهني أن يستثني دعوة الرياضي ودعوة الفريق الأساسيّة أي أنها "هواية". فالرياضي وبالرغم من كونه محترفا عندما يغذي في داخله هذه "الهواية" فهو يقوم بعمل خير للمجتمع، ويبني الخير العام انطلاقًا من قيم المجانيّة والرفقة والجمال. وأضاف البابا وهذا يحملكم على التفكير بأنكم قبل أن تكونوا أبطالا أنتم رجال وأشخاص بشريون بميزاتكم ونواقصكم، بقلوبكم وأفكاركم، بتطلعاتكم ومشاكلكم، لذا فإن كنتم شخصيات معروفة ستبقون دائمًا بشرا في الرياضة والحياة. رجال وبشر!

وأضاف الحبر الأعظم متوجهًا للمسؤولين عن الفرق قائلاً: أود أن أشجعكم على عملكم. الرياضة مهمة لكن عليها أن تكون رياضة حقيقيّة! فكرة القدم، كبعض الرياضات الأخرى قد أصبحت تجارة كبيرة! اعملوا كي لا تفقد كرة القدم طابعها الرياضي، واعملوا على تعزيز روح "الهواية" التي تلغي كل خطر للتمييز. فعندما يسير الفريقان في هذه الدرب "يغتني" الملعب ويختفي العنف وتعود العائلات لتملأ المدرّجات.

تابع البابا فرنسيس يقول أحيي بشكل خاص المسؤولين والرياضيين الأرجنتينيين وأشكركم على هذه الزيارة. أطلب منكم أن تعيشوا الرياضة كعطية من الله وفرصة لتنمية مواهبكم ولاسيما كمسؤولية. أعزائي الرياضيين أريد أن أذكّركم بشكل خاص أنكم مرجع في التصرّف داخل الملعب وخارجه في الحياة اليوميّة، وأنتم تشكلون للعديد من الأشخاص الذين ينظرون إليكم بإعجاب مثالا للخير أو الشرّ، كونوا متنبهين لهذا الأمر وكونوا مثالاً في الوفاء والاحترام ومحبة الآخرين. أنتم أيضًا دعاة للتفهم وللسلام الاجتماعي. أنتم مرجع للعديد من الشباب ومثال للقيم المتجسّدة في الحياة. أثق بالخير الذي باستطاعتكم تحقيقه بين الشباب!

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول: أصلي من أجلكم لكي تحملوا دعوتكم الرياضية النبيلة هذه، وأسأل الله أن يبارككم والعذراء مريم أمنا أن تحفظكم. صلوا من أجلي لكيما أتمكن من "لعب مباراة" نزيهة وشجاعة لخير الجميع  في "الملعب" الذي وضعني فيه الله.








All the contents on this site are copyrighted ©.