2013-08-11 13:04:55

الإنجيل وقفة تأمل عند كلمة الحياة


في ذلك الزمان قال يسوع: "لا تَخَفْ أَيُّها القَطيعُ الصَّغير، فقد حَسُنَ لدى أَبيكم أَن يُنعِمَ عَليكُم بِالمَلَكوت. بيعوا أَموالَكم وتَصَدَّقوا بِها واجعَلوا لَكُم أَكْياسًا لا تَبْلى، وكَنزًا في السَّمواتِ لا يَنفَد، حَيثُ لا سارِقٌ يَدنو ولا سوسٌ يُفسِد. فحَيثُ يَكونُ كَنزُكُم يَكونَ قَلبُكم. لِتَكُنْ أَوساطُكُم مَشدودة، ولْتَكُنْ سُرُجُكُم مُوقَدَة، وكونوا مِثلَ رِجالٍ يَنتَظِرونَ رُجوعَ سَيِّدِهم مِنَ العُرس، حتَّى إِذا جاءَ وقَرَعَ البابَ يَفتَحونَ لَه مِن وَقتِهِم. طوبى لأُولِئكَ العَبيد الَّذينَ إِذا جاءَ سَيِّدُهم وَجَدَهم ساهِرين. الحَقَّ. أَقولُ لكم إِنَّه يَتَهَيّأُ للعملِ ويُجلِسُهُم لِلطَّعام، ويَدورُ علَيهم يَخدُمُهم. وإِذا جاءَ في الهَزيعِ الثَّاني أَوِ الثَّالِث، ووَجدَهم على هذِه الحال فَطوبى لَهم. وأَنتُم تعلَمونَ أَنَّه لْو عَرَفَ رَبُّ البَيتِ في أَيَّةِ ساعَةٍ يأتي السَّارِق لَم يَدَعْ بَيتَه يُنقَب. فكونوا أَنتُم أَيضاَ مُستَعِدِّين، ففي السَّاعَةِ الَّتي لا تتَوقَّعونَها يَأتي ابنُ الإنسان". فقالَ بُطرس: "يا ربّ، أَلَنا تَضرِبُ هذا المَثل أَم لِلنَّاسِ جَميعًا؟" فقالَ الرَبّ: "مَن تُراهُ الوَكيلَ الأَمينَ العاقِلَ الَّذي يُقيمُه سَيِّدُه على خَدَمِه لِيُعطِيَهم وَجبَتَهُم مِنَ الطَّعامِ في وَقْتِها؟ طوبى لِذلِكَ العَبد الَّذي، إِذا جاءَ سَيِّدُه، وَجَدَه مُنصَرِفًا إِلى عَمَلِه هذا! الحَقَّ أَقولُ لَكُم إِنَّهُ يُقيمُه على جَميعِ أَموالِه. ولكِن إذا قالَ ذَلِكَ العَبدُ في قَلْبِه: إِنَّ سَيِّدي يُبطِئُ في مَجيئِه، وأَخَذَ يَضرِبُ الخَدَمَ والخادِمات، ويأَكُلُ ويَشرَبُ ويَسكَر، فيَأتي سَيِّدُ ذلِكَ العبد، في يومٍ لا يَتَوقَّعُه وساعَةٍ لا يَعلَمُها، فيَفصِلُه وَيَجزيه جَزاءَ الكافِرين. فذاكَ العبد، الَّذي عَلِمَ مَشيئَةَ سَيِّدِه وما أَعَدَّ شَيئًا، ولا عَمِلَ بِمَشيَئةِ سَيِّدِه، يُضرَبُ ضَربًا كَثيرًا. وأَمَّا الَّذي لم يَعلَمْها، وعَمِلَ ما يَستَوجِبُ بِه الضَّرْب، فيُضرَبُ ضَرْبًا قليلاً. ومَن أُعطِيَ كثيرًا يُطلَبُ مِنهُ الكَثير، ومَن أُودِعَ كثيراَ يُطالَبُ بِأَكثَرَ مِنه".

 

للتـأمل

"لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم سُرّ أن يعطيكم الملكوت".

الله يحبنا ولن يتركنا، فَلِمَ الخوف! نسمعه يكلمنا في الإنجيل ويردد على مسامعنا: لا تخف يا زكريا (لو 13:1)، لا تخافي يا مريم (لو 30:1)، لا تخف يا يوسف (متى 20:1)، لا تخافوا يا رعاة (لو 10:2)، ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان (متى 26:8)، لا تخافوا أنا هو (لو 38:24)، لا تخافوا أنا غلبتُ العالم (يو33:16)، لا تخافوا أنتم أفضل من عصافير كثيرة (متى 30:10)، لا تخافوا أنا معكم حتى انقضاء العالم (متى 20:28).

"لا تخف..." كم هي جميلة هذه العبارة ومطمئنة. فهي تبعث الدفء والسلام في قلوبنا جميعًا! كم هي معزية هذه الكلمة! في كل ظروف الحياة التي تواجهنا تأتي كلمة يسوع لنا: "لا تخف" لتعزينا وتخفف ضيقنا!

نقرأ في رسالة القديس بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنتوس: تَبارَكَ اللّهُ أَبو ربِّنا يسوعَ المسيحِ، أَبو الرَّأفَةِ وإِلهُ كُلِّ عَزاء، فهو الَّذي يُعَزِّينا في جَميعِ شَدائِدِنا لِنَستَطيعَ، بما نَتَلقَّى نَحنُ مِن عَزاءٍ مِنَ الله، أَن نُعَزِّيَ الَّذينَ هُم في أَيَّةِ شِدَّةٍ كانَت. فكَما تَفيضُ علَينا آلامُ المسيح، فكَذلِك بِالمسيحِ يَفيضُ عَزاؤنا أَيضًا... فإنَّنا لا نُريدُ، أَيُّها الإِخوَة، أَن تَجهَلوا أَمرَ الشِّدَّةِ الَّتي أَلَمَّت بِنا في آسِيَة، فثَقُلَت علَينا جِدًّا وجاوَزَت طاقَتَنا حتَّى يَئِسْنا مِنَ الحَياةِ نَفْسِها، بل أَحسَسْنا أَنَّه قُضِيَ علَينا بِالمَوت، لِئَلاَّ نَتَّكِلَ على أَنفُسِنا، بل على اللهِ الَّذي يُقيمُ الأَموات. فهو الَّذي أَنقَذَنا مِن أَمْثالِ هذا المَوتِ وسَيُنقِذُنا مِنه: وعلَيه جَعَلْنا رَجاءَنا بِأَنَّه سَيُنقِذُنا مِنه أَيضًا". إذاً الذي يعزي في كل المحن والشدائد هو الذي قال: "أنا هو لا تخافوا". و"لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم سُرّ أن يعطيكم الملكوت".

لا نخافنَّ إذًا لأن يسوع معنا يسير أمامنا ويقودنا لنصل إلى بيت الآب الذي يحبنا! لا نخافنَّ إذًا لأننا أعضاء في جسده وحياتنا هي امتداد لحياته "فلست بعد أنا الذي أحيا بل المسيح يحيا فيّ". لنفتخر جميعنا بالمسيح الذي خلصنا وافتدانا! هو الكرمة ونحن الأغصان فلنثبت فيه وبمحبته!

لا تخف أيها القطيع الصغير. ثق بالرب لأن معه حتّى الظلمة ليست ظلمة، والليل يضيء كالنهار...








All the contents on this site are copyrighted ©.