البابا يزور مدينة الصفيح في فارغينيا يوم غد الخميس

مواعيد كثيرة تنتظر البابا فرنسيس خلال الأيام القليلة القادمة، بينها زيارة سيقوم بها إلى مدينة الصفيح في فارغينيا يوم غد الخميس. تقع هذه "المدينة" في ضواحي ريو دي جانيرو الشمالية، على مقربة من مصفاة للنفط والمطار وقواعد عسكرية، ويعيش فيها حوالي ألفين وخمسمائة شخص، وقد ارتبط اسمها بحوادث كثيرة تتعلق بالعنف والاتجار بالمخدرات. يروي التقليد أن "السامبا"، وهي موسيقى كرنفال ريو الشهير، أبصرت النور في مدن الصفيح في ريو دي جانيرو، لكن اليوم لا تُسمع في هذه الأكواخ إلا موسيقى الـ"راب" و"الريغاي" والـ"هيب هوب": إيقاعات جديدة حملها تجار المخدرات إلى مدن الصفيح حيث يقومون بعمليات الاتجار مع دول في شمال الكرة الأرضية. وقد أُطلق على هذه المدينة اسم "قطاع غزة" بسبب أعمال العنف المتكررة.

ولمناسبة كأس العالم للقارات لكرة القدم (الكونفيديراشون كاب) واليوم العالمي للشباب 2013 واستضافة البرازيل بطولة كأس العالم لكرة القدم العام المقبل، عملت الحكومة على فرض الأمن في مدن الصفيح، فقامت بنشر وحدات من الشرطة تساعد المواطنين على العيش باطمئنان، كما فُتحت مختبرات للصناعات الحرفية ومراكز ثقافية وراحت الكتب تنتشر في مدينة الأكواخ إلى جانب الهواتف المحمولة وهذا الأمر أدى إلى احتواء أعمال العنف بشكل ملحوظ.

خلال الزيارة التي سيقوم بها غدا إلى مدينة الصفيح سيدخل الحبر الأعظم الكنيسة المكرسة للقديس جيرولامو إميلياني وسيبارك مذبحها الجديد. كما عُلم أن البابا سيزور منزل إحدى العائلات وسيُفصح عن اسم هذه الأسرة خلال الزيارة غدا للحيولة دون تعرضها لهجوم من قبل الصحفيين ووسائل الإعلام! كما سيلتقي البابا سكان مدينة الصفيح في ملعب كرة القدم.

هذا وما تزال حية في ذاكرة سكان مدن الصفيح في البرازيل عموما وفي ريو دي جانيرو خصوصا الزيارة التي قام بها البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني في العام 1980 إلى مدينة الصفيح في فيديغال، جنوب فارغينيا، وقدم للسكان الفقراء آنذاك خاتمه الذهبي هدية. اليوم وبعد ثلاث وثلاثين سنة شاء حبر أعظم آخر أن ينحني هو أيضا على مآسي وآلام سكان مدن الصفيح!