2013-07-01 15:04:36

البطريرك الماروني: ليتصالح رجال السياسة رحمة وتحننا بالشعب


في عظته مترئسا قداس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي ـ لبنان، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي:  تنكشف أمام الكنيسة والوطن حاجات وتحدّيات عديدة ومتنوّعة. فيحتاجان إلى رعاة كنسيّين ومسؤولين مدنيين وسياسيين مثل قلب الله وقلب يسوع المليء بالرحمة والحنان. فيجدر بهم وبكلّ واحد منّا، من موقعه، الوقوف أمام الله، والإصغاء له في أعماق الضمير، لكي نميّز الحاجات والتحدّيات في حياة الكنيسة والمجتمع والوطن، ونسأل الله أن يُلهمنا السبيل إلى تلبيتها ومواجهتها. ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، أضاف غبطته أن عالمنا ومجتمعنا بحاجة لقلوب تتحنّن وترحم، تغفر وتسامح، وتتجاوز الإساءة. هي حاجة الأزواج والأولاد في العائلة، وحاجة أبناء المجتمع وحاجة مكوّنات الوطن وفئاته ومذاهبه وأحزابه ورجال السياسة فيه. عندما احتفلنا بتكريس لبنان وبلدان الشرق الأوسط لقلب مريم الطاهر، في احتفال رسمي في بازيليك سيدة لبنان حريصا، منذ أسبوعَين، أدركنا أن التكريس هو أولاً تكريس ذواتنا، أفرادًا وجماعات، للاتّحاد بالله، بسماع كلام الحياة منه وبإتمام إرادته. والتكريس دعوة إلى التوبة والارتداد عن الخطايا، والتزام بتتميم إرادة الله والتجدّد الدائم بنعمة الروح القدس... ولذلك طلبنا أن يتصالح رجال السياسة عندنا والأطراف المذهبية المتنازعة، رحمة وتحنّنًا بالشعب الرازح تحت وطأة الهموم حول المصير، وعدم الاستقرار الأمني، والأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة؛ ورحمة وتحنّنًا على ما يتعطّل، بسبب نزاعهم المتمادي، من مؤسسات دستورية وحياة عامة في البلاد ومصالح المواطنين، وعلى ما يُرتكب من تجاوزات وجرائم مغطّاة سياسيًّا، واستباحة مخالفة القوانين وميثاق العيش معًا من قبل النافذين بقوّة السلطة والمال والسلاح. بهذا الانقسام وعدم المصالحة على طاولة يتصارحون حولها في كلّ شيء، إنّما ينطبق عليهم قول أشعيا النبي: تزيلون سياج الوطن فيصير مرعى، وتهدمون جداره فيصير مداسًا، وتجعلونه بورًا لا يُقضب ولا تُقلع أعشابه، فيطلع فيه الشوك والحسك، والغيوم نفسها بسبب غضب السماء لا تعود تمطر عليه مطرا. طالما لدينا متّسع من الوقت، فلنلتقِ ولنتصالح من اجل لبنان، من اجل شعبه بل من اجل الشرق والعالم كله.








All the contents on this site are copyrighted ©.