2013-06-23 15:27:52

بيان عن بطريركيتي أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وللسريان الأرثوذكس من أجل إطلاق سراح المطرانين يازجي وإبراهيم


صدر يوم أمس السبت بيان عن بطريركيتي أنطاكية وسائر المشرق لكنيستي الروم الأرثوذكس والسريان الأرثوذكس من أجل إطلاق سراح المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم وكلّ المخطوفين، بمناسبة الصلاة المشتركة في دير سيدة البلمند لبنان.

ومما جاء في نص البيان: أخوَينا الحبيبين المطرانين بولس ويوحنا، حياتكما هي علامة بذل مستمرّة بيننا ننحني أمامها بإجلال وامتنان. فكلاكما ما فتئ يدعو ويعمل من أجل الحق والحياة والمحبة الأخوية. بذلتما عرقَ الصلاة الطاهرة المتواضعة ودمَ المحبّة الحقيقيّة وعلّمتما روح التفاني وخدمة كلّ إنسان وأخلصتما في الإيمان والالتزام مع أبناء رعيّتكما وبلدكما وعرفتما أن تسلكا في دوّامة هذه الأحداث الأليمة وأنتما متسلّحان بالإيمان والحكمة والعطاء المنقطع النظير.

ويضيف البيان: أبناءنا الأحبّاء في حلب، أنتم قلبنا الخافق حبّا براعيَيْكما الحبيبين. لقد أذهلنا ثباتكم اليوميّ وصلاتكم القلبية ورجاؤكم المنقطع النظير في هذا الظرف الدّقيق. وإذا ما عيلَ صبر بعضكم، فمُعِيلكم هو الروح المعزّي الذي نصلّي أنْ يحلّ علينا غداً في العنصرةِ المباركة.

إخوتَنا في المواطنة أبناء سوريا، يحزُّ في نفوسنا ما آل إليه الوطن، وما تتجنّى به عليه هذه الظروف الساحقة المدمّرة. وجودنا وجود شاهد لحياة ومعيّة ولقاء وتعاون والتزام نريده أن يبقى حيّا فاعلاً، مستديما. ليكن الإيمان بالإله الواحد مدعاة وأساسًا وركيزة للوحدة وليس للتفرقة، للحلّ وليس لاستمرار الأزمة، للسلام وليس للمواجهة، للحياة وليس للموت.

إخوتَنا في المشرقِ العربيّ، أنتم جسدنا الذي بنيناه معاً، نفرح لنموِّه ونتألّم لأوجاعه. هذا الجسد، بكلّ أطيافه وأديانه وبلداِه، هو جسد مقدّس، نخدمه ونحرص عليه على منوال خدمة أخوينا الحبيبين المطرانين بولس ويوحنّا. نحن ممتنون لتضامن إخوتِنا المسيحيّين والمسلمين الذي تجلّى في حادثةِ خطفِ صاحبَي السيادة، وللقلقِ العظيمِ الذي أبدَوه ويبدونه لاستمرارِ الصمتِ بشأنِ مصيرِهما.

إخوتَنا في الإنسانيّة، أنتم أيادينا التي نودّ أنْ تستمرّوا في رفعها إلى العلى في الصلاة من أجلنا، نريدُ أنْ نصافح أياديكم البيضاء التي ترسل المساعدات الإنسانيّة، وتضمّدُ الجراح، وتنشرُ الخير، وتجمع الهممَ في سبيل إحقاق السلام. لكنّنا لا نريدُ أنْ يستخدمها أحدٌ لفعل السوءِ والمكروه والمُنكَر، وما يَنْهى عنه الضمير والحقّ والعدل. نشكرُكم من القلب لمؤازرتكم في هذه المحنة ونطلبُ مساعدةَ حكوماتكم، القريبة والبعيدة، خصوصا تلك المعنيّة مباشرة بنا، للوصول إلى الخير والسلام وبَرِّ الأمان.

أصحاب الإرادة الخيّرة والمساعي الحميدة، نداؤنا لكم وصلاتُنا من أجلكم أنْ تبذلوا الممكن وغير الممكن في سبيلِ الحفاظ على الإنسان أينما كان، وخصوصا أولئك الذين يبذلون أنفسَهم في خدمةِ الإنسان ورعايته. ونحن إذ ندينُ الخطف ونحرِّمُه، نوجّه اليوم نداءنا وصلاتنا إلى خاطفِي أخوينا الحبيبين المطرانين بولس ويوحنّا ونقول لهم: إنّها بركةٌ أنْ تكونوا بمعيّتِهما، ولكن لا تحتفظوا بهذه البركة لأنفسِكم، بل جودوا بهما علينا من جديد، فهما أنفع للجميع، والربّ سميح غفور.








All the contents on this site are copyrighted ©.