2013-06-21 14:06:39

البابا فرنسيس: ليساعدنا الرب لنكنز لنا كنوزًا لخلاصنا


إحتفل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة بالقداس الإلهي في بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، وألقى عظة تمحورت حول إنجيل القديس متى الذي تقترحه علينا الليتورجية اليوم والذي يحدث فيه يسوع تلاميذه عن الكنز الحقيقي ويقول لهم: "لا تَكنِزوا لأَنفُسِكُم كُنوزًا في الأَرض، حَيثُ يُفسِدُ السُّوسُ والعُثُّ، ويَنقُبُ السَّارِقونَ فيَسرِقون. بلِ اكنِزوا لأَنفُسِكُم كُنوزًا في السَّماء، حيَثُ لا يُفْسِدُ السُّوسُ والعُثّ، ولا يَنقُبُ السَّارِقونَ فيَسرِقوا. فحَيثُ يكونُ كَنزُكَ يكونُ قلبُكَ".

قال الأب الأقدس تكمن المشكلة في أننا نخلط بين الكنوز، فهناك الكنوز المغرية، والتي علينا أن نتركها، وهي تلك التي نكنزها طوال حياتنا لكن الموت يبدّدها، لكن هناك كنزا واحدا يمكننا أن نحمله معنا، كنز لا يمكن لأحد أن ينتزعه منا وهو ما نعطيه للآخرين. الكنز الذي نعطيه للآخرين، هو الذي نحمله معنا. فيكون "فضلنا" ولكنه فعليًّا فضل يسوع المسيح فينا وهذا ما يسمح لنا الرب بحمله معنا. المحبة والخدمة، الصبر والصلاح واللطف إنها كنوز جميلة وهذه هي الكنوز التي يمكن أن نحملها معنا.

فالكنز الحقيقي هو الذي نكنزه في السماء بينما لا نزال على الأرض، ويسوع يربط الكنز بالقلب، لأن قلبنا "قلب مضطرب" ولا يرتاح إلا عندما يجد الرب. "فالرب قد خلق قلوبنا مضطربة لنبحث عنه ونجده وننمو. لكن إن لم يكن الرب كنزنا يضطرب قلبنا لأشياء أخرى... نحن نضطرب لنحصل على هذا الشيء أو لننال ذلك المأرب فيتعب قلبنا، لا يمتلئ أبدًا، يتعب ويصبح كسولاً وبدون حب. لنفكر سويًّا هل قلبي تعب لأنه يبحث عما يناسبه؟ أم أنه قلب مضطرب يبحث عن الرب؟

تابع البابا فرنسيس يقول: يتابع يسوع حديثه مع تلاميذه ويقول: "سِراجُ الجَسَدِ هو العَين. فإِن كانَت عَينُكَ سَليمة، كانَ جَسدُكَ كُلُّه نَيِّرًا. وإِن كانت عَينُكَ مَريضة، كانَ جَسدُكَ كُلُّه مُظلِمًا. فإِذا كانَ النُّورُ الَّذي فيكَ ظَلامًا، فَيا لَه مِن ظَلام!" فهو يربط العين بنوايا القلب والتي تتجلّى في الجسد، فالقلب المحب يجعل الجسد منيرًا، أما القلب الشرير فيظلمه، فالحروب والنزاعات هي ثمرة قلوب متحجّرة تكنز كنوزًا أرضيّة، كنوز كبرياء.

وختم البابا عظته بالقول لنطلب من الله، بشفاعة القديس لويس غونزاغا الذي نحتفل اليوم بتذكاره، نعمة القلب الجديد: ليحول الرب جميع هذه القلوب المتحجرة إلى قلوب بشريّة تضطرب وتهتم لتسير إلى الأمام، تبحث عنه وتسمح له بالبحث عنها. ليحوّل الله قلوبنا فنخلص! لينقذنا الرب من الكنوز التي تمنعنا من اللقاء به وخدمته في الآخرين، ولينرنا لنعرف ونحكم بحسب حقيقته كنزنا الحقيقي، وليحول قلوبنا لنبحث عن الكنز الحقيقي ونصبح أبناءً للنور لا للظلمة.








All the contents on this site are copyrighted ©.