2013-06-20 15:55:35

كلمة البابا فرنسيس للمشاركين في الدورة الثامنة والثلاثين لمنظمة الفاو


استقبل قداسة البابا فرنيسس صباح الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في الدورة الثامنة والثلاثين لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، ووجه كلمة ذكّر فيها بلقائه مدير عام الفاو جوزيه غراسيانو دا سيلفا مع بداية خدمته البطرسية، حين أكد للأب الأقدس صعوبة الوضع العالمي ليس بسبب الأزمة الاقتصادية فقط، إنما أيضا جراء مشاكل مرتبطة بالأمن والنزاعات الكثيرة الدائرة والتغيرات المناخية. وقال البابا إن هذه الأوضاع كلها تتطلب من الفاو التزاما متجددا لمواجهة المشاكل المتعددة لعالم الزراعة، وللمقيمين والعاملين في المناطق الريفية، وأكد أن المبادرات والحلول الممكنة كثيرة، ولا تنحصر بزيادة الانتاج، وذكّر بأن ملايين الأشخاص يعانون ويموتون بسبب الجوع ما يشكل فضيحة حقيقية.

شدد الحبر الأعظم على ضرورة إيجاد الطرق كي يستفيد الجميع من ثمار الأرض، لا لتحاشي اتساع الهوة فقط بين من لديه الكثير ومن يكتفي بالفتات، إنما أيضا، وقبل كل شيء، إنطلاقا من واجب العدالة والمساواة واحترام كل كائن بشري، كما وأشار للمصالح الاقتصادية ولمنطق السلطة لدى البعض الذي يهمش غالبية سكان العالم، ويسبب الفقر والتهميش، ولفت لأهمية محاربة الفساد الذي يحقق امتيازات للبعض ويسبب ظلما لكثيرين. وأكد البابا أن الوضع القائم هو أيضا نتيجة أزمة قيم، وتوقف عند مثل السامري الصالح في الإنجيل الذي يساعد من هو محتاج، وقال إنه لا يفعل ذلك كعلامة صدقة، أو لكونه يمتلك المال، إنما ليصبح شيئا واحدا مع المحتاج، ما يعني أن نكون مستعدين لتقاسم كل شيء، ونختار أن نكون السامري الصالح، بدل أن نكون أشخاصا غير مبالين إزاء احتياجات الآخر.

كما شدد البابا على أهمية انفتاح القلب، وعدم البحث عن المصالح الخاصة، إنما خدمة العائلة البشرية، لاسيما المعانين حتى اليوم من الجوع وسوء التغذية، وأكد أهمية المبادئ الأخلاقية في العلاقات الدولية، وسلط الضوء على واجب تعزيز القناعة بأن العائلة هي المكان الأساسي لنمو كل فرد، إذ من خلالها ينفتح الكائن البشري على الحياة، وأشار لأهمية العلاقات العائلية من أجل استقرار العلاقات الاجتماعية والعمل التربوي ولصالح نمو متكامل، إذ تنعشها المحبة كما التضامن المسؤول بين الأجيال والثقة المتبادلة. وهي العناصر القادرة، كما قال البابا فرنسيس، على التخفيف من خطورة الأوضاع السلبية والإرشاد نحو أخوة حقيقية للعائلة البشرية، فتشعر بأنها عائلة واحدة، مع إيلاء الاهتمام الأكبر بالأشد ضعفا، مذكرا بضرورة تعزيز ثقافة التلاقي والتضامن.








All the contents on this site are copyrighted ©.