2013-06-17 14:30:18

البابا فرنسيس: يسوع المسيح هو سرّ سخاء المسيحي


"إن يسوع هو كل شيء بالنسبة للمسيحي، إنه مصدر سخائه" هذا ما قاله البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في عظته مترئسا القداس الإلهي في بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وأكّد أن العدالة التي يحملها لنا يسوع هي أسمى من عدالة الكتبة، عدالة "العَينُ بِالعَين والسِّنُّ بِالسِّنّ".

استهل البابا فرنسيس عظته انطلاقا من كلمة يسوع لتلاميذه: "لا تُقاوِموا الشِّرِّير، بَل مَن لَطَمَكَ على خَدِّكَ الأَيْمَن فاعرِضْ لهُ الآخَر" وقال: لقد أصبحت لطمة الخد مقولة للاستهزاء بالمسيحي، لأن "المنطق الطبيعي" في الحياة يعلمنا أنه علينا أن نجاهد وندافع عن مكاننا" وإن لطمَنا أحد مرةً على خدِّنا لطمناه على خده مرتين دفاعًا عن أنفسنا"، أما يسوع وبعد أن يطلب منا أن نعرض الخد الآخر يطلب منا أن نترك رداءنا أيضًا.

تابع الأب الأقدس يقول إن العدالة التي يحملها إلينا يسوع هي عدالة مختلفة كليًّا ويمكننا فهمها في ضوء ما يقوله القديس بولس عن المسيحيين: "لا شَيءَ عندَنا ونَحنُ نَملِكُ كُلَّ شيَء". هنا تكمن الضمانة المسيحية، هذا الـ "كلّ شيء" هو يسوع المسيح وكل شيء آخر هو مجرّد هباء، لذلك إذا سخّر أحدهم المسيحي ليسيرَ معه ميلاً واحِدًا. فهو يسير معه ميلَين، وإن طلب أحدهم منه قميصه، فهو يترك له رداءه أيضًا، لأن لديه "كل شيء": يسوع المسيح.

أضاف البابا يقول إن المسيحي هو شخص وديع وسخي ومنفتح القلب، يعرف كيف يجمع بين الـ "كل شيء" والـ "لا شيء" كما علمنا يسوع: "أطلبوا أولاً ملكوت الله وبرّه والباقي يزاد لكم". ملكوت الله هو كل شيء والباقي هو ثانوي، وهنا تكمن أخطاء المسيحي وأخطاء الكنيسة، أخطاؤنا كلنا تولد هنا عندما يصبح الـ "لا شيء" "كل شيء"! إتباع يسوع ليس سهلاً لكنه ليس صعبًا أيضًا، لأننا عندما نسير في درب الحب يقودنا الرب إلى الأمام ويفتح لنا قلوبنا.

فالصلاة التي علينا أن نرفعها أمام "لطمة الخد والمِيل والرداء" هي صلاة للرب لكي يوسّع قلبنا فنصبح أسخياء وودعاء فلا نحارب من أجل الـ "لا شيء" اليومي. فعندما يختار المرء الـ"لا شيء" يولد خياره هذا النزاعات في عائلته وصداقاته ومجتمعه. هذا الـ "لا شيء" هو بذرة حرب لأنه بذرة كبرياء. وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: لنطلب من الرب أن يوسّع قلوبنا ويجعلنا ودعاء وأسخياء، لأن "كلّ شيء" عندنا هو فيه.








All the contents on this site are copyrighted ©.