2013-06-15 13:57:10

البابا فرنسيس: السلام المسيحي هو انطلاق لإعلان سلام المسيح


ترأس قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم السبت القداس الإلهي في بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، وألقى عظة استهلها بالقول: "إن الحياة المسيحية ليست "العيش بسلام انتظارًا للسماء" وإنما الذهاب في العالم لإعلان يسوع "الذي صار خطيئة" ليصالح البشر مع الآب".

توقف البابا فرنسيس في عظته عند نص قراءة اليوم من رسالة القديس بولس إلى أهل كورنتس والذي يكرّر فيه القديس بولس كلمة "مصالحة" فيقول: "وهذا كُلُّه مِنَ اللهِ الَّذي صالَحَنا بِالمسيح، وَعَهَدَ إِلَينا في خِدمَةِ المُصالَحَة؛ ذلك بِأَنَّ اللهَ هُوَ الَّذي صالَحَ العالَمَ في المسيح، وَلَمْ يُحاسِبْهُم على زَلاَّتِهم، وَجَعَلَ على أَلسِنَتِنا كَلامَ المُصالَحَة. فبِاسمِ المسيحِ نَحنُ سُفَراء، واللهُ هُوَ الَّذي يَدعوكم بِلِسانِنا. فنَسأَلُكُم بِاسمِ المسيح أَن تُصالِحوا الله" (قور 5، 17- 20).

قال البابا: "ما هي المصالحة؟ أن آتي بشخص من هنا وآخر من هناك وأجمعهما: لا ! المصالحة الحقيقية هي أن الله، بيسوع المسيح، أخذ خطايانا وصار خطيئةً من أجلنا. وعندما نقترب من سرّ المصالحة نحن لا نعترف فقط بخطيئتنا وننال الغفران من الله! لا !! بل نحن نلتقي بيسوع ونقول له: "إنني أجعلك خطيئة مرة أخرى" وهذا ما يفرحه لأنها مهمته: صار خطيئة لأجلنا ليحررنا".

تابع البابا يقول: هنا يكمن جمال وعثرة الخلاص الذي حققه يسوع! إنه السر الذي ينهل منه القديس بولس القوة التي تدفعه للسير إلى الأمام وليعلن للجميع عظمة محبة الله الذي أسلم ابنه للموت من أجلنا. وأضاف البابا يقول لكن هناك الخطر بألا يفهم الجميع هذه الحقيقة فتصبح عندها الحياة المسيحيّة مجرّد لائحة ممنوعات وتفقد قوة الحب التي في داخلها. "فالفلاسفة يقولون إن السلام هو نوع من الهدوء داخل النظام: كل شيء منظَّم وهادئ... لكن هذا ليس السلام المسيحي! السلام المسيحي سلام لا يرقد وإنما يسير إلى الأمام حاملاً رسالة المصالحة هذه. السلام المسيحي يدفعنا للمضيّ إلى الأمام. هذه هي نقطة الانطلاق: أساس الزخم الرسولي. وما يريده الرب منا هو إعلان هذه المصالحة نواة هذه الرسالة".

وختم الأب الأقدس عظته بالقول: لنطلب من الله أن يعطينا هذا الحماس لإعلان يسوع، ويمنحنا الحكمة المسيحية التي وُلدت من جنبه المطعون حبًّا بنا. لأن الحياة المسيحيّة هي مسيرة حماس على مثال القديس بولس، فـ "مَحبَّةَ المسيحِ تَأْخُذُ بِمَجامِعِ قَلبِنا"، وتدفعنا وهذا هو شعور من يختبر أن الله يحبنا.








All the contents on this site are copyrighted ©.