2013-06-14 15:26:15

رسالة أساقفة إيطاليا بمناسبة اليوم الوطني الثامن لحماية الخليقة


بمناسبة اليوم الوطني الثامن لحماية الخليقة الذي يحتفل به في الأول من أيلول سبتمبر المقبل وجه أساقفة إيطاليا رسالة بعنوان "العائلة تربي على حراسة الخليقة" تحدثوا فيها عن أهمية دور العائلة كـ "مدرسة غنى إنساني" (الدستور الرعائي في الكنيسة في عالم اليوم عدد 52) وأساس للمجتمع "لأنها المكان الذي تجتمع فيه عدة أجيال، يتعاونون ليكسبوا حكمةً أوسع، فتتناغم حقوق الأشخاص مع سائر متطلبات الحياة الاجتماعية" (الدستور الرعائي في الكنيسة في عالم اليوم عدد 52) وأشاروا إلى ثلاثة أبعاد يجب تنميتها في الجماعات، إذ إن ثقافة الحراسة تُكتسب في العائلة وتقوم على المجانيّة والمبادلة والتعويض عن الشر.

كتب الأساقفة: العائلة هي المعلمة في مجانيّة العطاء، إذ إن العطاء هو دورها ورسالتها في العالم. إنه وجهها وهويتها. فبالعطاء المجاني فقط تُبنى العلاقات الحقيقيّة وتُطعِّم بالحريّة علاقاتنا مع الأشخاص والأشياء. "فالكائن البشريّ خُلق للعطاء: العطاءُ هو الذي يعبّر عن بُعده المتسامي ويحقّقه" (الرسالة العامة المحبة في الحقيقة عدد 34) و"المجانيّة حاضرةٌ في حياته تحت العديد من الأَشكال التي غالباً ما لا يُعترف بها بسبب رؤية للوجود إنتاجيّة وانتفاعيّة محض" (المحبة في الحقيقة عدد 34).

أما البعد الثاني فهو المبادلة. للعائلة أهميتها الجوهرية في بناء علاقات طيبة مع الأشخاص لأنها تعلّم احترام الاختلاف: كل أخ هو شخص مختلف عن الآخر، وانطلاقا من العائلة يصبح الاختلاف مصدر غنى بدلا من أن يكون مصدرًا للغيرة والحسد. فالعلاقات الإيجابية تُنسج في منطق المبادلة، وفي هذا المنظار يولد روح التعاون الذي يصبح نسيجا حيويًّا لحراسة الخليقة ولبناء الخير العام.

في العائلة يتعلم الإنسان أيضًا أن يعوّض عن الشر الذي سببه هو نفسه أو الذي يسببه الآخرون من خلال الغفران والارتداد وعطاء الذات. ويتعلّم  أيضًا محبة الحقيقة واحترام القوانين الطبيعية وحراسة الإيكولوجية الاجتماعية والبشرية والبيئية، كما يتعلم أيضًا مشاركة الالتزام في "إصلاح الجراحات" التي يسببها كبرياؤنا المتسلّط في الطبيعة وفي التعايش الأخوي. من هنا يولد الالتزام الجديّ في إصلاح الأضرار التي تسببها الكوارث الطبيعية واتخاذ قرارات لحفظ السلام ورفض العنف ومنطقه. إنه التزام علينا أن نتخذه معًا كجماعة وعائلة.

ختم أساقفة إيطاليا رسالتهم بمناسبة اليوم الوطني الثامن لحماية الخليقة مشددين على "قُدسيّة يوم الأحد"، لأن العائلة تكون أيضًا مدرسة لحراسة الخليقة خاصة في "يوم الرب"، فالصلاة معًا وقراءة كلمة الله كعائلة والتضحيات المقدمة بمحبة تُعطِّرُ بيوتنا بالمجانيّة والأخوة الحقيقية.








All the contents on this site are copyrighted ©.