2013-06-14 16:30:39

البابا يستقبل رئيس أساقفة كانتربوري ويقول إن الوحدة بين المسيحيين هي عطية ننالها من العلى


استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة في القصر الرسولي بالفاتيكان رئيس أساقفة كانتربوري، جاستن ولبي، ووجه له كلمة استهلها متذكرا اللقاء التاريخي الذي عُقد في الفاتيكان عام 1966 بين السعيد الذكر البابا بولس السادس ورئيس أساقفة كانتبروري الأسبق مايكل رامسي. هذا ثم لفت البابا فرنسيس إلى أن الدكتور ولبي أكد خلال احتفال تنصيبه أنه يرفع الصلاة أيضا على نية أسقف روما. بعدها تطرق الحبر الأعظم إلى تاريخ العلاقات الطويل والمعقد بين كنيسة إنجلترا وكنيسة روما، الذي لم يخلو من الأوقات الصعبة والمؤلمة. لكن العقود القليلة الغابرة تميّزت بمسيرة من التقارب والأخوة بين الجانبين، وهذا ما يتطلب أن نرفع الشكر لله. وقد تحقق هذا التقارب من خلال الحوار اللاهوتي الكاثوليكي الأنغليكاني، بفضل عمل اللجنة الدولية الكاثوليكية الأنغليكانية ونتيجة التعايش اليومي بين الجماعتين المطبوع بالاحترام المتبادل والتعاون الصادق. هذا ثم أعرب البابا عن سروره الكبير لحضور رئيس أساقفة وستمنستر المطران فنسنت نيكولز في هذا اللقاء. بعدها عبر الحبر الأعظم عن تقديره الكبير للجهد الصادق الذي تبذله الكنيسة الأنغليكانية من أجل فهم الأسباب التي حملت البابا الفخري بندكتس السادس عشر على إنشاء "بنية قانونية" مخصصة للأشخاص الذين ارتدوا من الكنيسة الأنغليكانية واعتنقوا الكثلكة. وأكد أن هذا الأمر سيفسح المجال أمام معرفة أفضل ـ لدى العالم الكاثوليكي ـ للتقاليد الروحية والليتورجية والرعوية التي تشكل إرث الكنيسة الأنغليكانية. هذا ثم أشار البابا فرنسيس إلى أن لقاء اليوم يشكل فرصة للتذكير بأن الالتزام في البحث عن الوحدة بين المسيحيين، لا يتركز إلى أسباب عملية، بل إلى رغبة الرب يسوع المسيح، الذي جعلنا أخوة وأخوات له وأبناء وبنات للآب. من هذا المنطلق تكتسب الصلوات التي نرفعها من أجل وحدة المسيحيين أهمية خاصة. من خلال هذه الصلاة ـ تابع قداسته يقول ـ يتجدد يوما بعد يوم التزام السير باتجاه الوحدة، والذي يجد تعبيرا له في التعاون في مختلف بيئات الحياة اليومية، وفي الشهادة لله وتعزيز القيم المسيحية في مجتمع تتعرض فيه للخطر أسس التعايش واحترام قدسية الحياة البشرية ومؤسسة العائلة المرتكزة إلى الزواج. بعدها أشار الحبر الأعظم إلى أهمية الالتزام في تحقيق العدالة الاجتماعية، وبناء نظام اقتصادي يضع نفسه في خدمة الإنسان والخير المشترك. ومن هذا المنطلق لا بد أن نُعطي صوتا للفقراء، كي لا يُتركوا ضحية أنظمة اقتصادية تنظر إلى الإنسان كمجرد مستهلك. هذا ثم لفت قداسته إلى الدعوة التي أطلقها رئيس أساقفة كانتربوري ورئيس أساقفة وستمنستر إلى السلطات البريطانية من أجل إيجاد تسوية سلمية للنزاع السوري، بشكل يضمن أيضا أمن الشعب وسلامته، بما في ذلك الأقليات، ومن بينها الجماعات المسيحية. ولفت إلى أن المسيحيين يحملون السلام والنعمة ككنز يهبونه للعالم، وهذه الهبات تُعطي ثمارها فقط عندما يعيش المسيحيون ويعملون معا بتناغم. في ختام كلمته ذكر البابا فرنسيس بأن الوحدة بين المسيحيين هي عطية ننالها من العلى وترتكز إلى شركة المحبة مع الآب والابن والروح القدس. هذا ثم سأل البابا الله أن يصغي إلى الصلوات التي نرفعها إليه مشددا على ضرورة أن نضع ثقتنا به.








All the contents on this site are copyrighted ©.