2013-06-11 15:58:14

البابا فرنسيس: إن ملكوت السماء عطيّة مجانيّة وإعلان الإنجيل يولد من المجانية


"إن إعلان الإنجيل يتم ببساطة ومجانيّة" هذا ما قاله البابا فرنسيس صباح اليوم الثلاثاء في عظته مترئسًا القداس الإلهي في بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، عاونه المطران غيرارد لودفيغ مولر وعدد من الكهنة العاملين في مجمع عقيدة الإيمان.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من دعوة يسوع لتلاميذه في إنجيل اليوم إذ أرسلهم ليعلنوا اقتراب ملكوت الله وقال: "لا تَقتَنوا نُقودًا مِن ذَهَبٍ ولا مِن فِضَّةٍ ولا مِن نُحاسٍ في زَنانيرِكم". قال البابا إن الرب يريد أن يُعلَنَ ملكوت السماء ببساطة، تلك البساطة التي تفسح المجال لقدرة كلمة الله، فلو لم يثق الرسل بكلمة الله لكانوا اهتموا بأمور أخرى غير البشارة. أضاف البابا فرنسيس يقول إن الكلمة الجوهرية التي أعطاها يسوع لتلاميذه هي: "أَخَذتُم مَجَّانًا فَمَجَّانًا أَعطوا". كل شيء هو عطيّة وعندما تغيب عن نظرنا هذه الحقيقة يفقد الإنجيل فعاليته.

تابع البابا فرنسيس يقول: إن إعلان الإنجيل يولد من المجانية، من دهشة الخلاص الذي يأتي والذي نلته بمجانيّة، وعلي أن أهبه بمجانيّة. لقد كان هكذا منذ البدء فالقديس بطرس لم يكن لديه حساب مصرفيّ وعندما وجب عليه أن يدفع الضريبة أرسله يسوع إلى البحر قائلا: "إذهب إلى البحر وألق الشِصَّ، وأمسك أول سمكةٍ تخرج وافتح فاها تجد فيها إستاراً، فخذه وأدّه لهم عنّي وعنك" (متى 17، 27). وعندما التقى فيليبس بخازن أموال قنداقة ملكة الحبش لم يقل في نفسه لنؤسس منظمة لدعم الإنجيل... لا فهو لم يتاجر معه بل بشّره عمّده وتركه.

أضاف الأب الأقدس يقول إن ملكوت السماء عطيّة مجانيّة، وأشار إلى أن الجماعة المسيحية ومنذ بداياتها قد حاولت في بعض المراحل أن تجد قوتها خارج هذه المجانيّة، لكن قوتنا تكمن في مجانيّة الإنجيل، فالرب قد دعانا لنكون مبشرين بالإنجيل، فالكنيسة تنمو من خلال شهادة الذين يعلنون مجانية الخلاص بمجانيّة.  وأضاف الحبر الأعظم يقول: كل شيء هو عطية وهبة. لكن ما هي العلامات التي تدل أن الرسول يعيش هذه المجانية؟ هناك العديد ولكنني سأشير إلى اثنتين فقط: الأولى الفقر، فإعلان الإنجيل يجب أن يسير في درب الفقر، والشهادة لهذا الفقر هي: لا ثروة عندي، ثروتي هي فقط النعمة التي نلتها من الله. هذه المجانية هي ثروتنا، وهذا الفقر هو الذي ينقذنا من أن نصبح منظمين ومتعهّدين... علينا مواصلة أعمال الكنيسة بروح الفقر لا بروح الاستثمار أو بروح المتعهد.

تابع الأب الأقدس يقول إن الكنيسة ليست منظمة خيريّة، وإنا هي أكثر من هذا، فهي تولد من هذه المجانية التي نلناها ونعلنها، والفقر هو أحدى علامات هذه المجانية أما الثانية فهي القدرة على تسبيح الله: هاتان العلامتان هما الدليل على أن الرسول يعيش هذه الجانية: الفقر والقدرة على تسبيح الرب. وعندما نجد رسلاً يريدون إقامة كنيسة غنيّة، وكنيسة لا تعرف المجانية، تشيخ الكنيسة وتصبح منظمة خيريّة وتفقد الحياة. لنطلب اليوم من الرب نعمة اكتشاف هذه المجانية: "أَخَذتُم مَجَّانًا فَمَجَّانًا أَعطوا". لنكتشف هذه المجانية، عطية الله ولنسر نحن أيضًا إلى الأمام في إعلان الإنجيل بهذه المجانيّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.