2013-06-06 16:01:12

الكاردينال فيليو: على الدول أن تفتح أبوابها للذين يهربون من الحرب ومن العمل القسري


لمناسبة تقديم مستند "قبول المسيح في اللاجئين والأشخاص المسلوخين عن أرضهم قسرًا، إرشادات راعوية" الصادرة عن المجلس البابوي لراعوية المهاجرين والمتنقلين والمجلس البابوي قلب واحد (Cor Unum) أجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة مع الكاردينال أنطونيو ماريا فيليو الذي تحدث عن ضرورة توعية جديدة حول موضوع اللاجئين والمهاجرين.

قال الكاردينال فيليو إن طبيعة الهجرة قد تغيّرت، ففي ما مضى كان من السهل التمييز بين مهاجر ولاجئ، بين الهجرة بدافع العمل والهجرة القسريّة، أما اليوم فنجد أشكالا جديدة وواضحة من الهجرة القسريّة: كالهجرة الداخلية التي تدفع الأشخاص للنزوح داخل أوطانهم أو عديمي الجنسيّة، كما وهناك الهجرة بسبب التغييرات المناخية أو للأسف بسبب ظاهرة الاتجار بالبشر.

تابع رئيس المجلس البابوي لراعوية المهاجرين والمتنقلين يقول إن هذا المستند يميّز بين ثلاثة مستويات للتعاون الدولي: الأول على مستوى النمو الدولي، الثاني بحسب الحاجات التي تنتج بعد حرب أهليّة أو مواصلة المساعدة في حالات الطوارئ، وثالثًا بحسب الشروط الضرورية لبلوغ حلول للاندماج أو للترحيل الطوعي للأفراد اللاجئين، وأضاف الكاردينال فيليو على الجميع أن ينالوا الوسائل الكافية لمواجهة ضرورات الحياة. فتعليم الكنيسة ومداخلاتها لدى الأمم المتحدة يشملان كل الحاجات اليومية وتواجهها بشكل فعال، وهذا يتطلّب إدخال سياسات جديدة لاستئصال الفقر.

هذا وأكد الكاردينال فيليو أن الكرسي الرسولي يشدّد على جوانب عديدة من بينها: أن يكون الفقراء محور النقاشات السياسية كأشخاص يتمتعون بكرامة كالآخرين،  وزيادة الخدمات العامة مع إعطاء الأولوية للفقراء، إلغاء ديون البلدان الفقيرة، تعزيز إصلاح مالي وتجاري لتفعيل الأسواق لصالح البلدان الفقيرة، تعزيز الحكم الجيّد ومكافحة الفساد، تخفيض النفقات العسكرية، تنمية البحوث وتوفير أدوية ضد الايدز والسل والملاريا والأمراض الاستوائية الأخرى، وهذا يتطلب تنشئة مدرسية ومهنية مناسبة، وخدمات اجتماعية ومساعدات صحيّة.

تابع الكاردينال فيليو يقول إن الاتفاقية المتعلقة باللاجئين والتي تعود إلى عام 1951 تضمن الحقوق التي تعزز لهم حياتهم. ولكن وحتى يومنا هذا، نجد حكومات لا تسمح للاجئين بالعمل أو بالتنقل بحريّة، فيبقون في مخيمات للاجئين معتمدين على الحصص الغذائية. فهم أيضا يحق لهم بمنزل وبممارسة حرّية العبادة والتنشئة الدينية و... وأضاف: على البلدان أن تضمن حقوق اللاجئين وتعمل بروح اتفاقية عام 1951، مساعدة المعوز بقبوله ومعاملته كمواطن محليّ. على البلدان أن تحترم حقوق الفارين وتستقبلهم بموجب ما تنصّ عليه الاتفاقية.

بعدها تحدث الكاردينال فيليو عن ظاهرة الاتجار بالكائنات البشريّة التي تطال ما لا يقل عن واحد وعشرين مليون شخصٍ سنويا وقال أنها تأخذ أشكالا متعددة، من "الاستغلال الجنسي" والعمل القصري للرجال والنساء والأطفال في قطاعات متعددة كالبناء والزراعة والخدمة المنزليّة، والاتجار بالأعضاء البشريّة، وتجنيد الأطفال في النزاعات المسلّحة. وقال إنه من واجب الدول الإبلاغ عن الاتجار بالبشر، وحماية الضحايا ودعمهم وملاحقة المذنبين، وأن مختلف أشكال الاتجار بالبشر تشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان، وتتطلب تدابير فعالة كي يستعيد الضحايا كرامتهم.

وختم الكاردينال أنطونيو ماريا فيليو رئيس المجلس البابوي لراعوية المهاجرين والمتنقلين حديثه لإذاعة الفاتيكان بالقول: هناك العديد من الكهنة والمكرسين والعلمانيين الملتزمين في هذه الرسالة غير السهلة. وقد تم، خلال هذه السنوات، إنشاء هيئات مختصة وولدت جمعيات رهبانية لتقديم العناية الراعوية للمهاجرين. فمن بين القيم المسيحية بلا شك حماية الحياة، واستعادة الكرامة البشرية وتقديم الرجاء والبحث عن حلول واقعية لمآسي عصرنا. وأضاف الكاردينال فيليو مذكرًا بما قاله البابا فرنسيس في لقائه مع المشاركين في الجمعية العامة للمجلس البابوي لراعوية المهاجرين والمتنقلين في الرابع والعشرين من شهر أيار مايو الفائت: "لا تنسوا جسد المسيح الذي في جسد اللاجئين: جسدهم هو جسد المسيح!"








All the contents on this site are copyrighted ©.