2013-06-05 15:29:33

البابا فرنسيس يوجه نداء من أجل السلام في سورية


استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء في بيت القديسة مرتا بالفاتيكان المشاركين في لقاء تنسيقي بين المنظمات الخيرية الكاثوليكية العاملة لمساعدة ضحايا النزاع في سورية، نظمه المجلس البابوي قلب واحد (كور أونوم). وجه الأب الأقدس كلمة ضمنها تحية شكر للجميع على هذا اللقاء والنشاط الإنساني في سورية والدول المجاورة لمساعدة السكان، ضحايا النزاع الراهن، وأضاف أنه شجّع شخصيا المجلس الحبري "قلب واحد" على دعم هذا اللقاء لتنسيق نشاط المنظمات الخيرية الكاثوليكية في المنطقة موجها تحية شكر خاصة لرئيس هذا المجلس الكاردينال سارا، ولجميع القادمين من الشرق الأوسط، لاسيما من يمثل الكنيسة في سورية.

ولفت البابا فرنسيس مجددا لقلق الكرسي الرسولي إزاء الأزمة السورية، وبنوع الخاص المواطنين المعانين من تبعات النزاع، وذكّر بأن بندكتس السادس عشر قد دعا مرارا عديدة لأن تصمت الأسلحة، ويتم إيجاد حل في الحوار، لبلوغ مصالحة عميقة بين الأطراف، وأراد التعبير عن قربه الشخصي في تشرين الثاني نوفمبر الفائت، من خلال إرسال الكاردينال سارا إلى المنطقة، مرافقا هذه المبادرة بطلب "عدم توفير أي جهد في البحث عن السلام"، ومظهرا اهتمامه الأبوي الملموس من خلال عطية ساهم فيها آباء السينودس في تشرين الأول أكتوبر الفائت.

وتابع الأب الأقدس قائلا: إن مصير الشعب السوري أمر يهمني أيضا بشكل خاص، وذكّر بندائه الذي أطلقه يوم عيد الفصح من أجل السلام "لاسيما لسورية الحبيبة، ولشعبها المجروح بالنزاع، ومن أجل اللاجئين الكثُر الذين ينتظرون مساعدة وعزاء. كم من الدماء سُفكت! وكم من الآلام ينبغي عليهم احتمالها قبل التمكّن من إيجاد حل سياسي للأزمة؟" وأمام استمرار العنف، تابع البابا كلمته مجددا نداءه بقوة من أجل السلام، وقال: خلال الأسابيع الفائتة، أكد المجتمع الدولي عزمه دعم مبادرات ملموسة للبدء بحوار مثمر، بهدف وضع حد للحرب. ينبغي دعم هذه المحاولات راجين أن تتمكن من بلوغ السلام، وأضاف: تشعر الكنيسة بأنها مدعوة لتقديم شهادة متواضعة، ولكن ملموسة وفعالة، للمحبة التي تعلمتها من المسيح، السامري الصالح. فنحن نعلم أنه، وحيث يتألم أحد، فهناك يكون المسيح حاضرا.

وأكد الأب الأقدس أن حضورهم في اجتماع التنسيق يُظهر إرادتهم في الاستمرار بأمانة في العمل الثمين في مجال الإعانة الإنسانية في سورية والبلدان المجاورة التي تستضيف بسخاء الفارّين من الحرب، وقال: ليكن عملكم منسقا، كعلامة لتلك الشركة التي هي بحد ذاتها شهادة، كما أوصى مؤخرا سينودس الشرق الأوسط. ودعا البابا فرنسيس المجتمع الدولي، وإلى جانب البحث عن حل تفاوضي للنزاع، إلى تشجيع المساعدة الإنسانية للاجئين السوريين، هادفا أولا إلى خير الشخص وحماية كرامته، وأكد أيضا أن عمل الهيئات الخيرية الكاثوليكية بالغ الدلالة بالنسبة للكرسي الرسولي: فإن مساعدة الشعب السوري، وبغض النظر عن الانتماءات الاتنية والدينية، هي الوسيلة المباشرة لتقديم مساهمة من أجل السلام وبناء مجتمع منفتح على جميع مكوّناته. فإن جهد الكرسي الرسولي يهدف إلى: بناء مستقبل سلام لسوريا، حيث يتمكّن الجميع من العيش بحرية والتعبير عن أنفسهم من خلال خصوصيتهم.

وتابع البابا فرنسيس كلمته متوجها بفكره للجماعات المسيحية في سورية والشرق الأوسط بأسره، وقال إن الكنيسة تساند أعضاءها الذين يعانون اليوم خصوصا من المصاعب. فلديهم مهمة كبيرة في استمرارية الحفاظ على حضور المسيحية في هذه المنطقة التي وُلدت فيها. إن التزامنا هو تشجيع استمرار هذه الشهادة، كما أن مشاركة الجماعة المسيحية كلها في تقديم المساعدة والإعانة لهي ضرورة في الوقت الحاضر.








All the contents on this site are copyrighted ©.