2013-05-27 15:23:51

البابا فرنسيس: ثقافة الرفاهية وسحر المؤقت يمنعاننا من إتباع يسوع


"لإتباع يسوع علينا أن نجرّد أنفسنا من ثقافة الرفاهية وسحر المؤقت الذي لا يدوم". هذا ما قاله البابا فرنسيس في عظته مترأسا القداس الإلهي صباح اليوم الاثنين في بيت القديسة مارتا بالفاتيكان، عاونه الكاردينال فيليب باربارين رئيس أساقفة ليون ورئيس المجلس البابوي لراعوية الصحة المطران زيغمونت زيموفسكي بحضور عدد من موظفي الفاتيكان.

تمحورت عظة البابا فرنسيس حول إنجيل الشاب الغني الذي طلب منه يسوع أن يبيع ما يملك ويعطيه للفقراء ويتبعه، لكن هذا الأخير اغتمّ وانصرف حزينًا. قال البابا إن الثروة تشكل حاجزا يصعّب المسيرة نحو ملكوت الله، وأكّد أن لكل منا ثروته التي تمنعه من الذهاب إلى يسوع، لذا على كل منا أن يفحص ضميره ليرى ما هي ثروته التي تشكل له حاجزا في مسيرته نحو يسوع، مشيرًا إلى ثروة "ثقافة الرفاهيّة التي تجعلنا أقلّ شجاعة، كسالى و أنانيين، إن الرفاهيّة تخدرنا. فيصبح إتباعنا للرب مناسبا إلى حدّ ما، هذا ما تفعله بنا الرفاهيّة، نعلم كيف هي، إنها تجرّدنا من شجاعة الذهاب إلى يسوع"

تابع الأب الأقدس يقول: أما الثروة الثانية التي تمنعنا من الذهاب إلى يسوع فهي "سحر المؤقت الذي لا يدوم"، فنحن نحب ما هو مؤقت، ولا تعجبنا "اقتراحات يسوع النهائية والثابتة"، "إنه هو سيّد الزمن أما نحن فأسياد اللحظة، لأننا نتحكم باللحظة: أتبع الرب إلى حين... سمعت عن شخص أراد أن يصبح كاهنا ولكن لعشرة سنوات فقط لا أكثر... كم من الأشخاص يتزوجون ولكن في قلوبهم يفكرون: إلى أن يدوم الحب وبعدها سنرى... سحر المؤقت هذا ثروة. نريد أن نصبح أسياد الزمن، وأن نقلّص الوقت الحاضر. هاتان الثروتان تمنعاننا من السير إلى الأمام. أفكّر بالعديد من الرجال والنساء الذين تركوا أرضهم ليكونوا مرسلين لمدى الحياة: هذا هو النهائي". أضاف البابا أفكّر أيضًا بالعديد من الرجال والنساء الذين تركوا بيوتهم وتزوّجوا لمدى الحياة. هذا هو إتباع يسوع! هذا هو النهائيّ! المؤقت ليس إتباعًا ليسوع!

ختم البابا فرنسيس عظته بالقول: أمام دعوة يسوع لنا وأمام هاتين الثروتين لنفكر بدهشة الرسل! نندهش نحن أيضا أمام كلام يسوع هذا. لنطلب من الرب أن يعطينا الشجاعة لنسير إلى الأمام، ونتخلّى عن ثقافة الرفاهيّة هذه، راجين بأن نلتقيه في ختام مسيرتنا حيث سيكون بانتظارنا.








All the contents on this site are copyrighted ©.