2013-05-23 15:18:25

البابا فرنسيس: الملح الذي يعطينا إياه الرب هو ملح الإيمان والرجاء والمحبّة


ترأس البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مارتا بدولة حاضرة الفاتيكان شارك فيه عدد من موظفي مجمع الكنائس الشرقية، وعاونه الكردينالان أنجلو سودانو وليوناردو ساندري. تخللت الذبيحة الإلهية عظة للحبر الأعظم تحدّث فيها عن معنى الملح في حياة المسيحي، وتوقّف عند النكهة التي ينبغي على المسيحي أن يعطيها لحياته وحياة الآخرين. فالملح الذي يعطينا إياه الرب هو ملح الإيمان والرجاء والمحبّة. ونبّه الأب الأقدس من خطر أن يصبح هذا الملح، الذي منحنا إياه يسوع بموته وقيامته ليخلصنا، بلا نكهة ويفقد قوّته.

قال البابا فرنسيس: "يكمن دور الملح في إعطاء النكهة للطعام. والملح الذي نلناه هو لنَهَبَه نحن بدورنا، وإلا فهو يصبح بلا فائدة. لنطلب من الرب ألا نصبح مسيحيين ذوي ملح بلا نكهة، فالملح إذا استعمل جيّدًا يساعد في إعطاء الطعام نكهة أطيب، وهنا تكمن ميزة المسيحيّة".

أضاف الأب الأقدس: عندما نعلن الإيمان بواسطة هذا الملح، فالذين ينالون هذا الإعلان ينالونه كلٌّ بحسب ميزته، كما الطعام. وهكذا كلّ واحد ينال الملح بحسب ميزته ويصبح أطيب.

تابع البابا يقول: "ليس التجانس ما يميّز المسيحية! لأن المسيحية تأخذ كل واحد كما هو بشخصيّته، وطباعه وثقافته وتحافظ على غناه ولكنها تمنحه الطعم الذي يمييزه. فالميزة المسيحية تكمن في أن يكون الشخص نفسه بالإضافة إلى النعم التي منحه إياها الرب".

"وهذا الملح الذي يجب أن نعطيه" تابع البابا يقول، وهذا العطاء يعني الخروج، وهناك نوعان من الخروج لكي لا يفسد هذا الملح، الأول "في خدمة الطعام، خدمة الآخرين" والثاني خروج نحو "مُعطي هذا الملح، أي الخالق". فالحفاظ على الملح لا يكمن فقط في إعطائه بواسطة البشارة بل يحتاج أيضًا للبعد الآخر: الصلاة والعبادة.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: "بالعبادة لله أخرج من ذاتي نحو الله وبإعلاني للإنجيل أخرج من ذاتي لأحمل الرسالة. وإن لم أخرج في هذين الاتجاهين يبقى الملح في الآنية ونصبح مسيحيّي متحف، نُظهر مِلحنا للآخرين لكنه ملح بلا نكهة، فاسد لا يصلح لشيء".








All the contents on this site are copyrighted ©.