2013-05-06 14:47:43

لماذا مريم هي عذراء؟


أراد الله أن تكزن ليسوع المسيح أمٌّ بشريّة حقيقيّة، لكن أن يكون الله وحده أباه، لأنه أراد أن يُطلق بداية جديدة، لا يكون سببُها قوى أرضيّة، بل الله وحده. [484- 504، 508- 510]

بتوليّة مريم ليست تصورًا ميتولوجيًّا باليًا، بل هي أساسٌ لحياة يسوع. ولد من امرأة، من دون أن يكون له أبٌ بشري. يسوع المسيح هو في العالم بدءٌ جديد مؤسسٌ من فوق. في إنجيل لوقا تسأل مريم الملاك: "كيف يكون هذا، وأنا لا أعرف رجلاً؟ (لوقا 1، 34). أجاب الملاك: "إن الروح القدس سينزل عليك" (لوقا 1، 35). وعلى الرغم من أن الكنيسة تعرّضت منذ أزمنتها الأولى للسخرية بسبب إيمانها ببتوليّة مريم، فقد آمنت دائمًا بأن الأمر يتعلّق ببتوليّة حقيقيّة لا ببتوليّة رمزيّة محضة.

 

هل كان لمريم أولادٌ آخرون غير يسوع؟

كلا. يسوع هو ابن مريم الجسدي الوحيد. [500، 510]

منذ الكنيسة الأولى، ساد الاعتقاد ببتولية مريم الدائمة، وهو ما يقصي فكرة إخوة جسديين ليسوع. في الأراميّة، لغة يسوع الأم، كلمة واحدة تدلّ على الإخوة والأخوات وأولاد العم والخال. وعندما يذكر الإنجيل "إخوة وأخوات" ليسوع (منها مرقس 3، 31- 35)، يتعلّق الأمر بأقرباء يسوع.

 

أليس الأمر من باب العثرة أن تُسمّى مريم "أم" الله؟

كلا. من يُسمِّ مريم أم الله يعترف بأن ابنها "إله". [495، 509]

عندما تجادلت المسيحيّة الأولى في من هو يسوع، صار لقب والدة الله علامة تعريف للتأويل المستقيم للكتاب المقدس: إن مريم لم تلد مجرّد إنسان، "صار" بعد مولده إلهًا، بل إن ولَدَها منذ أن كان في حشاها هو ابن الله الحق. لا يتعلّق الأمر في هذا السؤال بالدرجة الأولى بمريم، بل السؤال هو: هل يسوعُ إنسانٌ حقٌ وإلهٌ حق في الوقت عينه؟

ماذا يعني "الحبل بمريم بلا دنس"؟

تؤمن الكنيسة بأن "العذراء الطوباوية مريم قد حُفظت منذ اللحظة الأولى للحبل بها سليمةً من كل لطخة من لطخات الخطيئة الأصليّة، وذلك بنعمة من الله الكليّ القدرة وبانعام منه، نظرًا إلى استحقاقات يسوع المسيح، مخلّص الجنس البشري" (عقيدة من سنة 1854) . [487، 492، 508]

الإيمان "بالحبل بلا دنس" قائم منذ بداية الكنيسة. المقولة يُساء فهمها اليوم. هي تعلن، أن الله حفظ مريم من الخطيئة الأصليّة وبالتحديد منذ البدء. هي لا تأتي بمقولة حول الحبل بيسوع في حشا مريم. وهي ليست للتقليل من قيمة الجنس في المسيحيّة أو لإظهار انحطاطه، كما لو كان الرجل والمرأة "يتدنسان"، عندما يُنجبان ولدًا.

 

لماذا مريم هي أمنا أيضًا؟

مريم أمنا، لأن المسيح الرب وهبها لنا أمًّا. [963- 966، 973]

"يا امرأة، هذا ابُك... هذه أمّك" (يوحنا 19، 27). هذه الكلمات التي وجهها يسوعُ من على الصليب إلى يوحنا، فهِمتها الكنيسةُ دائمًا باعتبارها إيكال الكنيسة باسرها إلى مريم. هكذا تكون مريمُ أمنا أيضًا. ويجوز أن ندعوها ونلتمس شفاعتها لدى الله.








All the contents on this site are copyrighted ©.