2013-05-05 11:33:22

البابا فرنسيس: "سيروا بحزم نحو القداسة ولا تكتفوا بعيش حياة مسيحية وضيعة"


ترأس البابا فرنسيس صباح اليوم الأحد القداس الإلهي في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان احتفالاً بيوم الأخويات والتقوى الشعبيّة بحضور حشد كبير من المؤمنين. وألقى الأب الأقدس عظةً استهلّها بالشكر لجميع المشاركين على حضورهم وشهادتهم.

قال البابا فرنسيس: في الإنجيل الذي سمعناه يعطي يسوع تلاميذه توصياته الأخيرة، كوصيّة روحية قبل أن يتركهم. يشدّد هذا النص على أن الإيمان المسيحي يرتكز على العلاقة مع الآب والابن والروح القدس. فالذي يحب الرب يسوع يقبل في داخله الآب وبفضل الروح القدس يقبل الإنجيل في قلبه وفي حياته. وهنا نجد المحور الذي منه يجب أن ينطلق كل شيء والذي إليه كلّ شيء يجب أن يقود: محبة الله والتتلمذ للمسيح من خلال عيش الإنجيل.

تابع الأب الأقدس يقول: خلال عصور خلت شكّلت الأخويات مِسبكةً لقداسة العديد من الأشخاص الذين عاشوا ببساطة علاقة عميقة مع الرب. سيروا بحزم نحو القداسة ولا تكتفوا بعيش حياة مسيحية وضيعة، بل ليكن انتماءكم دافعاً لكم أولاً لتحبوا يسوع المسيح أكثر. أضاف البابا يقول: "يخبرنا أيضا نص أعمال الرسل الذي سمعناه عمّا هو أساسيّ. ففي الكنيسة الناشئة وجدت الضرورة حالاً لتمييز ما هو أساسيّ ليكون المرء مسيحيًّا ويتبع يسوع. لذا اجتمع الرسل والشيوخ في أورشليم، وكان هذا الاجتماع بمثابة أوّل "مجمع" حول هذا الموضوع بسبب المشاكل التي نشأت بعد أن أُعلن الإنجيل للوثنيين ولغير اليهود. شكّل الاجتماع مناسبة لنفهم ما هو أساسيّ بشكل أفضل: أي أن نؤمن بيسوع المسيح المائت والقائم من الموت من أجل خطايانا، ونحبّه كما أحبّنا.

إخوتي وأخواتي الأعزاء، الكنيسة تحبّكم! كونوا الحضور النشيط في الجماعة كالخلايا الحيّة والحجارة الحيّة! أحبّوا الكنيسة ودعوها تقودكم! كونوا الرئة الحقيقية للإيمان وللحياة المسيحية في رعاياكم وأبرشياتكم. أرى في هذه الساحة ألوانًا وعلاماتٍ متعددة، هكذا هي الكنيسة: غنى كبير وتعابير متعددة تقود جميعها للوحدة للقاء بالمسيح.

تابع البابا فرنسيس يقول: لديكم رسالة محدّدة ومهمّة وهي أن تحافظوا على علاقة حيّة بين الإيمان وثقافات الشعوب التي تنتمون إليها، وذلك من خلال التقوى الشعبيّة. فعندما تحملون الصليب في مسيرة، بإجلال وحب كبير للرب، أنتم لا تقومون بعمل خارجيٍّ فقط، بل تدلّون على محورية سرّ الرب الفصحيّ، وتؤكدون بالدرجة الأولى أن الجماعة بحاجة لإتباع المسيح في مسيرة حياة ملموسة ليتمكن من أن يغيّيرنا. وأضاف عندما تعبّرون أيضًا عن عبادتكم لمريم العذراء، فأنتم تشيرون إلى أسمى تحقيق للوجود المسيحي، تلك التي بإيمانها وطاعتها لمشيئة الله وبتأملها بكلمات يسوع وأعماله، تلميذة الرب المثلى. وهذا الإيمان الذي يولد من الإصغاء لكلمة الله، أنتم تظهرونه بأشكال تستلزم المشاعر والعواطف وعلامات الحضارات المتعددة... مساهمين بذلك بنقل هذا الإيمان للناس لاسيما أولئك البسطاء الذين يدعوهم يسوع في إنجيله "إخوتي الصغار". كونوا مبشرين حقيقيين! ولتكن مبادراتكم "جسورًا" وطرقًا تقود للمسيح وللسير معه!

وختم الأب الأقدس عظته بالقول: لنطلب من الرب الذي يوجّه دائمًا عقولنا وقلوبنا نحوه كحجارة حيّة للكنيسة لتصبح حياتنا المسيحيّة بأسرها شهادة منيرة لرحمته وحبّه، فنسير هكذا نحو هدف حجنا الأرضي أورشليم السماوية.








All the contents on this site are copyrighted ©.