2013-04-24 13:55:54

مداخلة مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة حول استئصال الفقر


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة فرنسيس شوليكات مداخلة أمام أعضاء مجموعة العمل المعنية بالنظر في الأهداف الإنمائية التي التأمت يوم الخميس الماضي. تمحورت مداخلة سيادته حول استئصال الفقر في العالم مؤكدا أن هذا الهدف يشكل واجبا خلقيا، إذا ما أردنا أن نجد حلولا لمختلف أشكال الفقر التي تعاني منها العائلة البشرية والإسهام في نمو الأخوة والسلام. ومن هذا المنطلق ـ تابع الدبلوماسي الفاتيكاني يقول ـ لا بد أن يُنظر إلى استئصال الفقر ضمن إطار المساواة في الكرامة بين جميع الكائنات البشرية. كما ينبغي أن تقود هذه العمليةَ مبادئُ الشريعة الطبيعية التي يجب أن تكون مصدر وحي للخيارات القانونية والاقتصادية ضمن القانون الدولي. هذا ثم أشار سيادته إلى ضرورة أن يوضع النمو المتكامل للشخص البشري في صلب الجهود الآيلة إلى استئصال الفقر، وهذا ما يعكس فهما صحيحا لآفة الفقر. لذا من الأهمية بمكان أن يُصب الاهتمام على مركزية الكائن البشري عندما يتم السعي إلى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، وذلك تماشيا مع ما نص عليه مؤتمر ريو للعام 1992، الذي دعا إلى وضع برامج جديدة تعود بالفائدة على الفرد والمجتمع. هذا ثم أشار رئيس الأساقفة فرنسيس شوليكات إلى أن الفقر يشكل حلقة مفرغة يكون فيها التهميش السبب والنتيجة في الآن الواحد. كما أن التهميش يزيد من فقر العائلة البشرية ككل، فيما تهميش الفقراء يعني أيضا حرمانهم من حقهم في العيش كأحد مكونات العائلة البشرية وتجريدَهم من آمالهم وأحلامهم ونجاحاتهم وانجازاتهم. وأكد مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة أن لكل شخص، بصفته عضوا في العائلة البشرية الواحدة، الحق في الإفادة من الإرث المشترك لهذه العائلة، والمساهمة في إغناء هذا الإرث. كما لفت سيادته إلى أن استئصال الفقر يتم من خلال إشراك الفقراء في الحياة العامة على الأصعدة الاقتصادية، الاجتماعية والسياسية والثقافية وهذا يعني دعوة الفقراء لأن يكونوا "شركاء" بكل ما للكلمة من معنى، وهذا الأمر يساهم في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية وجعلها تعزز الشراكات من خلال الإفادة من خبرة وحكمة أشخاص يواجهون التحديات اليومية التي تطرحها آفة الفقر بصبر وشجاعة.








All the contents on this site are copyrighted ©.