الدخان الأبيض يتصاعد من كابلة السكستين! انتخاب البابا الجديد

عند الساعة السابعة والدقيقة السادسة من مساء يوم الأربعاء الموافق تاريخ الثالث عشر من آذار مارس 2013، انتخب الكرادلة في كابلة السكستين البابا الجديد، وما إن تصاعد الدخان الأبيض من المدخنة حتى بدأت أجراس البازيليك الفاتيكانية تُقرع ابتهاجا بانتخاب الحبر الأعظم الجديد، خليفة القديس بطرس السادس والستين بعد المائتين.

بعد انتخاب البابا وإطلاق الدخان الأبيض، يتعيّن على الكاردينال الأول بين الكرادلة الشمامسة أن يطل من على شرفة البازيليك الفاتيكانية ليتفوه بالعبارة الشهيرة "أبيموس بابام"" أي "لدينا بابا". وهذه المهمة ملقاة على عاتق الكاردينال الفرنسي جان لوي توران.

 

كي لا نكتفي بكلمات "Habemus Papam" "لدينا بابا" نعود إلى الكتاب المقدّس لنتأمل معًا بهذا الحدث التاريخي في ضوء كتاب أعمال الرسل:

فلَمَّا انتَهَيا تكَلَّمَ يَعْقوبُ فقال: "أَيُّها الإِخوَة، اِستَمِعوا لي. رَوى لَكم سِمْعانُ كَيفَ عُنِيَ اللهُ أَوَّلَ الأَمرِ بِأَن يَتَّخِذَ شعبًا لاسمِه مِن بَين الوَثَنِيِّين، وهذا يُوافِقُ كَلامَ الأَنبِياءِ كما وَرَدَ في الكِتاب: سأَعودُ بَعدَ ذلك  فأُقيمُ خَيمَةَ داودَ المُتَهَدِّمة. سأُقيمُ أَنْقاضَها وأَنصُبُها، فيَسْعى سائِرُ النَّاس إِلى الرَّبّ وجَميعُ الأُمَمِ الَّتي ذُكِرَ علَيها اسْمي، يَقولُ الرَّبُّ، صانِعُ هذهِ الأُمورِ المَعروفَةِ مُنذُ الأَزَل". (أع 15، 14- 17)

يخبر لوقا الإنجيلي: "أَنا بينَكم كالَّذي يَخدُم" (لو 22. 24- 27): من هنا نفهم المعنى البيبلي لانتخاب البابا من قبل مجمع الكرادلة. إذ لا يمكن للكنيسة أن تكون في المسيح من دون بطرس، رأسها وأساسها ولكنه ليس منفردًا على قمّة هرم، إنه "الأول" ورأس الأحد عشر "والذين معهم مجتمعين" (لو 24، 33)، إنه مركز "الشركة" بين البشر، والموجّهة فقط لإتباع "راعي الرعاة" (1 بط 5، 4) الأوحد، راعي رعاة شعب الله. و"راعي الرعاة" هذا، هو "السرّ المرئيّ" في كل مرحلة من التاريخ، ولذا فهو زمنيّ. لذلك يؤكّد بطرس دائمًا أنّه مع "الآخرين" والآخرون هم حول بطرس.