2013-03-10 14:37:18

بندكتس السادس عشر: فلنتجدد بمحبة الله الرحيمة


في ما تقترح علينا ليتورجية اليوم الأحد إنجيل الابن الضال أو الأب الرحيم نعود بالذاكرة لثلاث سنوات خلت، وتحديدا في الرابع عشر من آذار مارس من عام 2010 حين تحدث بندكتس السادس عشر في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي عن هذا المقطع الإنجيلي بالذات، في الأحد الرابع من زمن الصوم، مسلطا الضوء على رحمة الله الآب. وقال حينها إن هذا الإنجيل يشكل ذروة الروحانية في كل الأزمنة، ولا ينفك يحرّك مشاعرنا، وكل مرة نصغي إليه أو نقرأه يقترح علينا دوما معان جديدة ويحدثنا عن الله ويعرّفنا على وجهه وقلبه. ويضيف بندكتس السادس عشر: بعد أن حدّثنا يسوع عن الآب الرحيم، لم تعد الأمور كما كانت عليه سابقا، إذ نعرف الآن الله أبانا الذي، وبمحبته، خلقنا أحرارا ووَهَبنا ضميرا، هو الذي يتألم إن تهنا ويفرح إن عُدنا... ويشير بندكتس السادس عشر إلى أن الله يبقى أمينا دائما حتى إن ابتعدنا وتهنا، فهو يرافقنا بمحبته، غافرا أخطاءنا ومتحدثا إلى ضميرنا لنعود إليه، كما ويؤكد أن باختبار المغفرة فقط والاعتراف بأننا محبوبون بمحبة مجانية أكبر بكثير من بؤسنا وعدالتنا أيضا ندخل في علاقة بنوية وحرة مع الله... ويختم بندكتس السادس عشر قائلا: دعونا نرتمي بين ذراعي الآب ونتجدد بمحبته الرحيمة.

   

بندكتس السادس عشر: مريم العذراء تساعدنا في إتباع يسوع في الصلاة وأعمال الرحمة

في الرابع من تشرين الأول أكتوبر من العام 2012 زار بندكتس السادس عشر مزار لوريتو المريمي شمال إيطاليا في عشية افتتاح سينودس الأساقفة حول الكرازة الجديدة بالإنجيل و"سنة الإيمان"، وإحياء أيضا للذكرى الخمسين لزيارة البابا الطوباوي يوحنا الثالث والعشرين التاريخية لهذا المزار المريمي في الرابع من تشرين الأول أكتوبر 1962 قبل أسبوع على انعقاد المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، طالبا شفاعة العذراء القديسة. وفي عظة وجهها خلال القداس الإلهي قال بندكتس السادس عشر: جئت إلى لوريتو حاجا لأوكل إلى أم الله حدثين كنسيين هامين "سنة الإيمان" والجمعية العامة العادية لسينودس الأساقفة حول "الكرازة الجديدة بالإنجيل من أجل نقل الإيمان المسيحي" وأضاف: بدون الله يغلّب الإنسان أنانيته على التضامن والمحبة، والأشياءَ المادية على القيم. ولا بد من العودة لله كي يعود الإنسان إنسانا. فمع الله، وحتى في اللحظات الصعبة والأزمات هناك دوما أفق رجاء. وأشار بندكتس السادس عشر في عظته إلى أن الله هو الذي يحرر حريتنا من عطش السلطة والتملك، ويجعلها قادرة على الانفتاح على البعد الذي يعطيها معناها الكامل: عطاء الذات، المحبة. وفي زيارة الحج هذه أرغب بأن اوكل لأم الله الكلية القداسة، كل الصعوبات التي يعيشها عالمنا ومصاعب عائلات كثيرة تنظر بقلق إلى المستقبل وأماني الشباب الذين ينفتحون على الحياة وآلام مَن ينتظر علامات تضامن ومحبة. وأرغب أيضا بأن أوكل لأم الله زمن النعمة هذا للكنيسة. أيتها العذراء مريم، أم الله، يا من أصغيت إلى يسوع وتكلمتي معه علّمينا أن نتبعه على طريق الإيمان... وفي آخر لقاء مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس لتلاوة صلاة التبشير الملائكي في الرابع والعشرين من شباط فبراير، شدد بندكتس السادس عشر على أهمية إعطاء الوقت اللازم للصلاة الفردية والجماعية خلال زمن الصوم لكونها تنعش حياتنا الروحية، كما ذكّر بندكتس برسالته لمناسبة زمن الصوم لعام 2013 بأن الوجود المسيحي يشكل صعودا مستمرا إلى جبل اللقاء مع الله، قبل أن نعود أدراجنا حاملين معنا المحبة والقوة الناتجتين عن هذا اللقاء، بغية خدمة أخوتنا وأخواتنا بمحبة الله نفسها. فلنطلب شفاعة العذراء مريم كي تساعدنا جميعا لنبتع الرب يسوع دومًا في الصلاة وأعمال الرحمة.








All the contents on this site are copyrighted ©.