2013-02-24 12:47:41

البابا يتلو صلاة التبشير الملائكي لآخر مرة في حبريته ويؤكد أنه سيواصل خدمة الكنيسة بتفان ومحبة


أطل قداسة البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم الأحد من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو مع وفود الحجاج والمؤمنين صلاة التبشير الملائكي للمرة الأخيرة في حبريته. قال البابا: في هذا الأحد الثاني من زمن الصوم تقترح علينا الليتورجية قراءة من الإنجيل حول التجلي. ويشير القديس لوقا البشير إلى أن يسوع تجلى فيما كان يصلي، وكانت هذه خبرة عميقة للعلاقة مع الآب خلال نوع من الخلوة الروحية عاشها يسوع برفقة ثلاثة من تلاميذه: بطرس، يعقوب ويوحنا. تابع البابا يقول: إن الرب الذي سبق أن تنبأ بموته وقيامته يقدم لتلاميذه لحمة عن مجده، وخلال التجلي سُمع صوت الآب السماوي وهو يقول: "هذا هو ابني الذي اخترته، فله اسمعوا". ويكتسب أهمية كبيرة حضور إيليا وموسى اللذين يمثلان الناموس وأنبياء العهد القديم: تاريخ العهد كله موجه صوبه هو، صوب المسيح الذي قام بـ"خروج" جديد، لا باتجاه أرض الميعاد كما حصل أيام النبي موسى، إنما باتجاه السماء. من خلال التأمل في هذا المقطع من الإنجيل ـ مضى البابا إلى القول ـ يمكننا أن نتعلم شيئا بالغ الأهمية. في بادئ الأمر تبرز أهمية الصلاة، التي تشكل محرك الالتزام الرسولي. فلنتعلم ـ خلال زمن الصوم ـ أن نخصص الوقت المناسب للصلاة الفردية والجماعية، التي تعطي دفعا لحياتنا الروحية. فضلا عن ذلك فالصلاة لا تعني الانعزال عن العالم وعن تناقضاته. هذا ثم ذكّر بندكتس السادس عشر بما كتبه في رسالته لمناسبة زمن الصوم لعام 2013 أن الوجود المسيحي يشكل صعودا مستمرا نحو اللقاء مع الله، قبل أن نعود أدراجنا حاملين معنا المحبة والقوة الناتجتين عن هذا اللقاء، بغية خدمة أخوتنا وأخواتنا بمحبة الله. أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، أشعر بأن كلمة الله هذه موجهة لي بنوع خاص خلال هذه المرحلة من حياتي. الله يدعوني إلى "صعود الجبل"، لتكريس نفسي للصلاة والتأمل. لكن هذا الأمر لا يعني التخلي عن الكنيسة، بل على العكس، إذا طلب مني الله ذلك فهذا يعني أن أواصل خدمتها بتفان ومحبة، كما فعلت لغاية الآن ولكن بطريقة تتلاءم أكثر من سني وقدراتي. فلنسأل شفاعة العذراء مريم: فهي تساعدنا جميعا على إتباع الرب يسوع على الدوام، في الصلاة وأعمال الرحمة. بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي وجه البابا تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين القادمين من إيطاليا ومختلف أنحاء العالم وتمنى للكل أحدا سعيدا.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.