2013-02-21 15:57:16

بندكتس السادس عشر والمحبة تجاه مريم، أم الله، في الصمت والتواضع


تشكل المحبة تجاه مريم العذراء ناحية هامة جدا من البعد الروحي لحبرية قداسة البابا بندكتس السادس عشر. إنه بابا "مريمي" إذا صح التعبير، تماما كسلفه البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني الذي اضطلع بدور كبير فيما يتعلق بالمعبد المريمي في شيستوكوفا ببولندا، وهذا الأمر نفسه ينطبق على البابا راتزنغر فيما يتعلق بمعبد ألتوتينغ بمقاطعة بافاريا الألمانية. طالما أوكل قداسة البابا المؤمنين إلى حماية العذراء مريم الوالدية، وسألها أن تقود خطى الجميع باتجاه التعرف على ابنها يسوع المسيح. ففي مقابلة الأربعاء العامة مع المؤمنين في التاسع عشر من كانون الأول ديسمبر الماضي، أكد الحبر الأعظم أن مجد الله لا يظهر في النصر وفي سلطة ملك ما، لا يتجلى في المدن والقصور الفخمة. بل سكن في أحشاء عذراء، وتجلى كطفل فقير. إن قدرة الله اللامتناهية ـ قال البابا ـ تعمل بقوة من خلال الصمت والحقيقة والمحبة. لقد زار قداسة البابا بندكتس السادس عشر أهم المزارات المريمية حول العالم. من ألتوتينغ إلى لورد، وفاطمة وشستوكوفا، وماريازيل وأباريسيدا. رفع الصلوات للعذراء في بومباي ولوريتو ورأى في تلك الأماكن واحات للروح ومثالا لحضارة المحبة. ويذكرنا البابا بأن مريم هي أول من قبل المسيح، وتعيش علاقة مميزة وخاصة مع الروح القدس والكنيسة. وأوضح أن مريم العذراء ظهرت يوم العنصرة كعروس للروح القدس، وهي أم جميع البشر الذين هم أبناء لله من خلال الإيمان بالمسيح. ولهذا السبب ـ يؤكد البابا راتزنغر ـ تشكل مريم صورة ونموذجا للكنيسة السائرة في هذا الزمان مع الروح القدس مبتهلة العودة المجيدة للمسيح. تعال أيها الرب يسوع. يحث بندكتس السادس عشر جميع المؤمنين، لاسيما الشبيبة منهم، على الصلاة لمريم، بواسطة تلاوة السبحة الوردية مذكرا بأن كلمة "نعم" التي تفوهت بها مريم انتصرت على الشر. كما أن البابا أوكل إلى العذراء مريم سنة الإيمان والاحتفالات في الذكرى السنوية الخمسين لبداية أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.