2013-02-12 12:21:46

هل بإمكان المرء أن يستدلّ منطقيا على أن الله ثالوث؟


كلا. ثالوث الله سرٌّ. إننا بيسوع المسيح وحده نعرف أن كيان الله ثالوثي. [237]

البشر لا يمكنهم بوسائل عقلهم الخاص أن يستدلّوا على كيان الله الثالوثي. إنما يدركون عقلانيّة هذا السرّ عندما يقبلون انكشاف الله في يسوع المسيح. إن كان الله وحيداً ومنعزلاً، فمن غير الممكن أن يحب منذ الأزلز بفضل نور المسيح نجد في العهد القديم (تكوين 1: 2؛ 18: 2؛ 2 صموئيل 23: 2)، وحتى في الخلق كلّه علاماتٍ عن ثالوثية الله.

 

لماذا الله هو "أب"؟

نعبد الله في الأساس وحده كأب، لأنه خالق ولأنه يُعنى بخليقته بمحبة كاملة. يسوع، ابن الله، علمنا علاوة على ذلك أن ننظر إلى أبيه على أنه أبونا وأن نخاطبه باعتباره "أبانا". [238- 240]

أديان مختلفة قبل المسيحية اعتادت مخاطبة الله كـ "أب". قبل مجيء المسيح خاطب الناس الله في إسرائيل باعتباره أباً. (تثنية 32: 6؛ ملاخي 2: 10) وعرفوا أنه مثل أمّ (أشعيا 66: 13). الأب والأم هما في الاختبار البشري بمثابة المصدر والسلطة، الحماية والسند. أما كيف يكون الله أباً، في الحقيقة فهذا يُظهره لنا يسوع المسيح: "من رآني رأى الآب" (يوحنا 14: 9). في مثل الابن الضال يتكلم يسوع عن التوق الإنساني العميق إلى أب رحيم.

 

من هو الروح القدس؟

الروح القدس هو الشخص الثالث من الثالوث الأقدس وله العظمة الإلهية نفسها مثل الآب والابن. [238- 240]

نكتشف حقيقة الله فينا بفعل الروح القدس. أرسل الله "روح ابنه إلى قلوبنا" (غلاطية 4: 6)، حتى يملأنا بشكل كامل. في الروح القدس يجد المسيحي الفرح العميق، السلام الداخلي والحريّة. "إنكم لم تأخذوا روح العبودية فيعود بكم إلى المخافة، بل أخذتم روح البنوة التي به ندعو: أبا أيها الآب!" (روما 8: 15). في الروح القدس الذي نلناه في المعمودية والتثبيت يُتاح لنا أن ندعو الله "أبّا".








All the contents on this site are copyrighted ©.