2013-02-02 15:58:22

الإنجيل وقفة تأمل عند كلمة الحياة


فَأَخَذَ يَقولُ لَهم: "اليوم تَمَّت هذه الآيةُ بِمَسمَعٍ مِنكُم. وكانوا يَشَهدونَ لَه بِأَجمَعِهِم، ويَعجَبونَ مِن كَلامِ النِّعمَةِ الَّذي يَخرُجُ مِن فَمِه فيَقولون: "أَما هذا ابنُ يوسُف ؟ فقالَ لَهم: "لا شكَّ أَنَّكم تَقولونَ لي هذا المَثَل: "يا طَبيبُ اشفِ نَفسَك. فاصنَعْ ههُنا في وَطَنِكَ كُلَّ شَيءٍ سَمِعْنا أَنَّه جَرى في كَفَرناحوم." وأَضاف: "الحَقَّ أَقولُ لكم: "ما مِن نَبِيٍّ يُقبَلُ في وَطنِه. وبِحقٍّ أَقولُ لَكم: "كانَ في إِسرائيلَ كَثيرٌ مِنَ الأَرامِلِ في أَيَّامِ إِيلِيَّا، حينَ احتَبَسَتِ السَّماءُ ثَلاثَ سَنَواتٍ وسِتَّةَ أَشهُر، فأَصَابَتِ الأَرضَ كُلَّها مَجاعَةٌ شديدة، ولَم يُرسَلْ إِيليَّا إِلى واحِدَةٍ مِنهُنَّ، وإِنَّما أُرسِل إِلى أَرمَلَةٍ في صَرْفَتِ صَيدا. وكانَ في إِسرائيلَ كَثيرٌ مِنَ البُرْصِ على عَهدِ النَّبِيِّ أَليشاع، فلَم يَبْرأْ واحِدٌ مِنهُم، وإِنَّما بَرِئ نُعمانُ السُّوريّ. فثارَ ثائِرُ جَميعِ الَّذينَ في الـمَجمَع عِندَ سَماعِهِم هذا الكَلام. فقاموا ودَفَعوه إِلى خارِجِ الـمَدينة وساقوه إلى حَرْفِ الـجَبَلِ الَّذي كانَت مَدينتُهم مَبنِيَّةً علَيه لِيُلقوُه عَنه، ولَكِنَّه مَرَّ مِن بَينِهم ومَضى. (لوقا 4، 21- 30)

 

للتـأمل

قراءة من القديس أغوسطينس

مَن أنتَ إذًا يا إلهي؟ من أنت؟ أسألك، من أنت؟ إن لم تكن الرب الإله، ومن هو ربٌّ إلاّك؟ ومن هو اله إلا الهنا؟

أيها الرفيعُ، الكريم، القدير، الجبار، الرحيم، العادل، الخفي، الحاضر، الجميل، القوي، الفائق الإدراك، يا من لا يتغير ويُغيّر كل شيء، يا من لا يتجدد ولا يشيخ، يا من هو أبدًا جديد، ويعطي كلا جِدَّته! أيها المسيِّرُ المتكبرين إلى الهرم على غفلة منهم! يا دائم العمل والراحة ومكدِّس الغلال على غير حاجة إليها! أيها الحامل، المالئ، الحافظ، الخالق، المغذي، المكمّل، الباحث من دون عوز.

تحبُّ ولا تلتهم، تغارُ ولا تهتم، تندم ولا تتوجع، تغضب ولا تثور، تبدّل أعمالك ولا تغيّر مقاصدك، تسترجع حين تجد ولا تخسر أبدا. أنت، لم تعرف الفاقة، ومع ذلك فإنك تغتبط بالكسب!

تأخذ أكثر مما لك لتصبح مدينا: ومن ذا يملك شيئا ليس لك؟

تدفع ما عليك دون أن تكون مديونا لأحد.

تترك ما لك ولا تخسر شيئا.

أصحيح ما أقول، يا إلهي، ويا حياتي وحلاوتي المقدسة؟ وما هو الواقع الذي نعبّر عنه حين نتكلم عنك؟ ولكن، الويل، ثم الويل، لمن يحتفظون بالصمت تجاهك، لأنهم ثرثارون وهم يخرسون! من يهبني راحة فيك؟ ومن لي بمن يدفعك إلى قلبي لتُسكره فأنسى آلامي وأعانقك يا خيري الأوحد؟ من أنت لي؟ ارحمني فأتكلَّم. ومن أنا في عينيك حتى تأمرني بأن أحبك؟ إن أبيتُ، غضبتَ، وهدّدتني بشرّ الأهوال!

أصحيح أن بغضي لك شر كبير؟ واحسرتاه! قل لي، بحق مراحمك، قل لي، من أنت أيها الرب إلهي؟ من أنت لي؟ قل لنفسي:" أنا خلاصك"، وقل لي حتى أسمع كلمتَك فقلبي مُنصت. افتحه وقل لنفسي:"أنا خلاصُك"، سأعدو في إثر كلمتك، فلا تحجب وجهَك عني. آه، إني أفضِّل أن أموت كي أراك، وأفضِّل أن اعتصم بك لئلا أموت!








All the contents on this site are copyrighted ©.