2013-01-28 10:54:21

في عظته مترئسا قداس الأحد البطريرك الماروني يذكر بيوم التضامن مع النازحين من سوريا


في عظته مترئسا قداس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي ـ لبنان، قال البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي: تذكرُ الكنيسة في هذا الأحد والأسبوع الطالع الأبرار والصدّيقين الذين ينتمون إلى كنيسة السماءِ المُمجّدة وهم الّذين عرفوا وجه المسيح في الجائع والعطشان والغريب والعريان والمريض والسجين، وأعربوا عن حبّهم له بخدمتهم وتلبية حاجاتهم المادية والروحية والمعنوية. فكانت محبّتهم وخدمتهم الطريق إلى ملكوت السماء: "تعالوا، يا مبارَكي أبي، رِثوا الملكوتَ المعدّ لكم، لأنّي جعتُ فأطعمتموني"(متى25: 34). وأضاف: إننا نصلّي إلى الله لكي يفتح قلوبنا لمثْل هذه المحبّة ويدفع بنا إلى القيام بمثل هذه الخدمة، ويمنحَنا الوعي لكي ندرك أنّ يسوع يتماهى مع كل من هو في حاجة من الحاجات المذكورة في الإنجيل وأن محبّتنا للمسيح إنّما تتجسّد وتتجلَّى في خدمتنا لكل محتاج وفي اعتبارها مؤدّاة له شخصيّا. وهكذا نقتدي بالأبرار والصدّيقين، ونكون من عدادهم. وفي ضوء هذا الإنجيل، وتطبيقا لتعليمه، تُطلق كنائس لبنان اليوم، مع رابطة كاريتاس لبنان، يوما تضامنيّا مع إخوتنا النازحين من سوريا وهم بعشرات الألوف. إنّ للتضامن معهم أوجها متعدّدة: نتضامن معهم إنسانيًّا في جرحهم ووجعهم مؤاسين ومتفهّمين؛ ونتضامن معهم وطنيّا في قضيّتهم، رافعين الصلوات من أجل أيقاف العنف والحرب والتهجير في سوريا على الفور، وحل النزاع بالطرق السلميّة: الحوار والتفاهم والوفاق ومن أجل إحلال السلام العادل والدائم في سوريا؛ ونتضامن معهم مادّيا واجتماعيّا، مشاركين في مساعدتهم ماليّا وعينيًّا وخدماتيّا وفقاً للوسائل التي ترسمها كاريتاس لبنان. وقد وجّهنا، باسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، نداء لهذه الغاية، وطلَبْنا تخصيص الصواني في الكنائس وجمع التبرعات في الأديار والمدارس والمؤسسات وتسليمها لرابطة كاريتاس لبنان، لكي تتابع مساعدتها للنازحين باسم الكنيسة. ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، أضاف غبطته يقول في عظته: يوم التضامن مع الإخوة النازحين يتّخذ بُعده الروحي والإنساني من إنجيل اليوم الذي هو إنجيل الدينونة العامة في نهاية الأزمنة، كما نعلنها في قانون الإيمان "وأيضا يأتي بمجد عظيم ليدين الأحياء والأموات"، وهو إنجيل الدينونة الخاصّة بكلّ إنسان عند موته. يتلى في تذكار الأبرار والصدّيقين للتأكيد أنّ طريق الإنسان إلى الله والخلاص والسعادة الأبدية يمرّ عبر المحبة في الحقيقة. إنّنا نرفع صلاتنا اليوم من أجل إحياء روح التضامن لدى الجميع، ومن أجل السلام في لبنان وفي سوريا والمنطقة.








All the contents on this site are copyrighted ©.