2013-01-19 15:31:58

كلمة قداسة البابا إلى المشاركين في أعمال الجمعية العامة للمجلس البابوي قلب واحد


استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم السبت في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في أعمال الجمعية العامة للمجلس الحبري قلب واحد، كور أونوم. ووجه لضيوفه كلمة أكد في مستهلها أن الشهادة التي يقدمها أعضاء هذا المجلس الحبري تفتح أبواب الإيمان أمام الرجال والنساء الذين يبحثون عن محبة المسيح مشيرا إلى أن اللقاء مع الرب يسوع يقدم آفاقا جديدة ويوجه حياة الإنسان في الاتجاه الصحيح. بعدها انتقل الحبر الأعظم إلى الحديث عن العلاقة الديناميكية القائمة بين الإيمان وأعمال الرحمة، لافتا إلى أن التزام المؤمن بتعاليم الإنجيل يشكل ركيزة مبادئ الإيمان التي توجه المسيحيين لاسيما الأشخاص الناشطين في مجال الأعمال الخيرية. هذا ثم انتقل الحبر الأعظم إلى الحديث عن بعض التجارب الثقافية التي استعبدت الإنسان على مر العصور، لافتا بنوع خاص إلى الأيديولوجيات السياسية التي طبعت القرن الماضي، وارتكزت إلى تفوق الأمة والعرق والطبقة الاجتماعية. وهذا المبدأ ينطبق أيضا على الرأسمالية العشوائية المستندة إلى الربح المادي، ويولد بالتالي أزمات وحالات من الفقر والبؤس. ومضى بندكتس السادس عشر إلى القول إن الإنسان يشعر اليوم بالميل إلى احترام كرامة الكائن البشري والمسؤوليات تجاه كل إنسان. لكن على الرغم من ذلك يشهد عالمنا وللأسف ظلالا تكتنف مخطط الله، وهذا يتمثل بنوع خاص في نظرة مادية للإنسان بعيدة كل البعد عن حضور الله.  لذا من الأهمية بمكان ـ قال البابا ـ أن نولي اهتماما خاصا بهذه المشكلة الخلقية، وينبغي ألا يحلمنا التعاون مع المنظمات الدولية الملتزمة في مجال الأعمال الخيرية على غض الطرف عن هذه الإيديولوجيات الخطيرة ومن واجب رعاة الكنيسة أن ينبهوا المؤمنين والرجال والنساء ذوي الإرادة الطيبة من كل هذه المخاطر. بعدها لفت بندكتس السادس عشر إلى أن الكنيسة ملتزمة في تعزيز الكائن البشري وفقا لمخطط الله الخلاصي، وفي إطار احترام كرامته البشرية وبعديه الأفقي والعامودي. فالنظرة المسيحية للإنسان هي في الواقع تأييد لكرامة الشخص المدعو إلى إقامة علاقة شركة حميمة مع الله، علاقة بنوية ترتكز إلى التواضع والثقة. وأكد الحبر الأعظم في هذا السياق أن الكنيسة تدعم الزواج بين الرجل والمرأة وفقا للمخطط الإلهي. ختاما شكر قداسة البابا ضيوفه على التزامهم لصالح الإنسان لافتا إلى أنه إزاء التحديات الهامة المطروحة في عالم اليوم تكمن الإجابة في اللقاء مع السيد المسيح الذي من خلاله يتمكن الإنسان من تحقيق خيره الفردي والخير العام. هذا ثم منح البابا الجميع بركاته الرسولية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.