2012-12-30 12:39:14

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا يتحدث عن عيد العائلة المقدسة


كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة ظهرا عندما أطل قداسة البابا من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليلتو مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس صلاة التبشير الملائكي كعادته كل أحد. قال البابا: نحتفل اليوم بعيد العائلة المقدسة، ويخبرنا إنجيل القديس لوقا هذا الأحد عن صعود مريم العذراء والقديس يوسف إلى أورشليم لمناسبة عيد الفصح اليهودي يرافقهما يسوع وهو في الثانية عشرة من العمر. وكان الرب قد دخل الهيكل للمرة الأولى في اليوم الأربعين بعد ولادته، عندما قُدمت التضحية من أجله شأنه شأن جميع الفقراء. والقديس لوقا البشير يوضح لنا أن العائلة المقدسة كانت من بين فقراء إسرائيل. يسوع يدخل الهيكل من جديد، لكنه هذه المرة يضطلع بدور مختلف! قام برفقة مريم ويسوف برحلة حج إلى أورشليم، كما توصي الشريعة، مع أنه لم يُكمل بعد عامه الثالث عشر، وهذا الأمر يشكل علامة لتديّن العائلة المقدسة. عندما غادر يوسف ومريم أورشليم عائدين إلى الناصرة، حصل ما لم يكن في الحسبان. فبدون أن يقول شيئا لهما بقي في المدينة! بحث عنه يوسف ومريم لثلاثة أيام قبل أن يجداه في الهيكل، يخاطب معلمي الشريعة. وقال لهما إن هذا هو مكانه، هذا هو بيته لدى الله الآب. إن القلق الذي اعترى قلبي مريم ويوسف هو القلق نفسه الذي يشعر به كل والد يربي ابنه، ويُعده لمواجهة الحياة وفهمها. لذا من الأهمية بمكان أن نرفع اليوم صلاة خاصة إلى الرب على نية عائلات العالم كافة. فليحرص الوالدون على تربية أبنائهم، كي يصبحوا رجالا مسؤولين ومواطنين شرفاء، دون أن ننسى أن الإيمان هو هبة نفيسة تتطلب أن نغذيها لدى الأبناء من خلال المثال الشخصي. وفي الوقت نفسه ـ تابع البابا يقول ـ دعونا نصلي كي يُقبل كل طفل كهبة من الله، ويحظى بمحبة الأب والأم، كي ينمو على غرار الرب يسوع بالحكمة والقامة والنعمة أمام الله والبشر. وليكن تفاني وأمانة ومحبة مريم ويوسف مثالا لجميع الأزواج المسيحيين الذين ليسوا أسياد حياة أبنائهم، بل إنهم مؤتمنون على هذه الهبة التي منحها الله. هذا وتمنى البابا لجميع الأسر المسيحية أن تعيش في حضرة الله بمحبة وفرح عائلة يسوع، مريم ويوسف. بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي وجه البابا كعادته تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين القادمين من إيطاليا ومختلف أنحاء العالم وتمنى للكل أحدا سعيدا.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.