2012-12-23 12:55:20

في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي البابا بندكتس السادس عشر: لنكل قلبنا إلى مريم لتجعله أهلا ومستحقا لاستقبال زيارة الله له في سرّ ميلاده


تلا قداسة البابا بندكتس السادس عشر ظهر الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين والحجاج غصت بهم ساحة القديس بطرس، ووجه كلمة قال فيها في هذا الأحد الرابع من زمن المجيء يخبرنا الإنجيل عن زيارة مريم لنسيبتها أليصابات. يمثل هذا الحدث ببساطة كبيرة لقاء العهد القديم بالعهد الجديد. فأليصابات المسنة تمثل شعب إسرائيل الذي ينتظر المسيح، بينما مريم الشابة تحمل في داخلها تحقيق هذا الانتظار، وابتهاج يوحنا في بطن أليصابات هو العلامة لتمام هذا الانتظار.

تابع الأب الأقدس يقول: باستقبالها لمريم اعترفت أليصابات بأن وعد الله للبشرية بدأ يتحقق وهتفت: "مُبارَكَةٌ أَنتِ في النِّساء! وَمُبارَكَةٌ ثَمَرَةُ بَطنِكِ! مِن أَينَ لي أَن تَأتِيَني أُمُّ رَبِّي؟" (لوقا 1، 42- 43). وارتكاض يوحنا ابتهاجا يذكر برقص الملك داوود الذي رافق دخول تابوت العهد إلى أورشليم (1 أخبار 15، 29) وتابوت العهد "فيه وعاءٌ ذهبي يحتوي المنّ وعصا هارون التي أورقت ولوحي العهد" (عب 9، 4)، وكان علامة حضور الله في وسط شعبه. وأضاف البابا لقد ارتكض الجنين يوحنا أمام مريم، تابوت العهد الجديد، الذي يحمل يسوع، ابن الله الذي صار إنسانا.

تابع الحبر الأعظم يقول إن مشهد الزيارة يعبر عن جمال الاستقبال: فحيث هناك استقبال متبادل، إصغاء وفسحة للآخر هناك يكون الله والفرح الذي يأتينا منه. لنتشبه بمريم في زمن الميلاد ولنذهب لزيارة الذين يعيشون في شدة وضيق وخصوصا المرضى، والمسجونين، والمسنين والأطفال. لنتشبه أيضا بأليصابات التي تستقبل الضيف كاستقبالها لله نفسه. وبفرح مريم التي ذهبت مسرعة إلى أليصابات، هكذا علينا أن نذهب للقاء الرب الآتي.

وختم الأب الأقدس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لنصلّي كي يبحث جميع البشر عن الله ويكتشفوا أن الله هو الذي يأتي أولا لزيارتنا. ولنكل قلبنا إلى مريم، تابوت العهد الجديد والأبدي، لتجعله أهلا ومستحقا لاستقبال زيارة الله له في سرّ ميلاده.








All the contents on this site are copyrighted ©.