2012-12-23 13:45:24

الإنجيل وقفة تأمل عند كلمة الحياة


وفي تلكَ الأَيَّام قَامَت مَريمُ فمَضَت مُسرِعَةً إِلى الجَبَل إِلى مَدينةٍ في يَهوذا. ودَخَلَت بَيتَ زَكَرِيَّا، فَسَلَّمَت على أَليصابات. فلَمَّا سَمِعَت أَليصاباتُ سَلامَ مَريَم، ارتَكَضَ الجَنينُ في بَطنِها، وَامتَلأَت مِنَ الرُّوحِ القُدُس، فَهَتَفَت بِأَعلى صَوتِها: "مُبارَكَةٌ أَنتِ في النِّساء! وَمُبارَكَةٌ ثَمَرَةُ بَطنِكِ! مِن أَينَ لي أَن تَأتِيَني أُمُّ رَبِّي؟ فما إِن وَقَعَ صَوتُ سَلامِكِ في أُذُنَيَّ حتَّى ارتَكَضَ الجَنينُ ابتِهاجًا في بَطْني فَطوبى لِمَن آمَنَت: فسَيَتِمُّ ما بَلَغها مِن عِندِ الرَّبّ." (لوقا 1، 39- 45)

 

للتـأمل

"ها هو الملك آتٍ فهَلمَّ نركض لملاقاة مُخلِّصنا." لطالما قال سليمان: "مِياهٌ بَارِدَةٌ لِنَفسٍ عَطشانَةٍ، الخَبَرُ الطيِّبُ مِنْ أرضٍ بَعيدَةٍ" نعم، إنّه رسولُ خيرٍ ذاك الذي يبشّر بمجيء المُخلِّص، وبالمصالحة في العالم، وبخيرات العالم الآتي." في الحقيقة، إنّ مَن يُعلن عن مجيء الربّ أو عن أسراره الأخرى، يجعلنا "نستقي المِياهَ مِن يَنابيعَ الخَلاصِ مُبتَهِجين." لذا، فالنفس ستردّ على مَن يحمل هذا الخبر... بكلام أليصابات لأنّها كانت ممتلئة من الروح نفسه: "من أينَ لي هذا أن تأْتيَ إليّ أُمُّ رَبّي؟ فَهُوَذا حينَ صارَ صَوتُ سَلامِكِ في أُذُنَيَّ ارتَكَضَ الجَنينُ بِابتِهاجٍ في بَطنِي لملاقاة الربّ مُخلِّصه." في الحقيقة، يجب أن نلاقي المسيح الآتي بابتهاج الروح... فلتبتهج إذا روحنا بفرح عظيم ولتسرع لملاقاة مخلّصها القادم من بعيد... (الطوباوي غيريك ديغني)

 

صلاة

أيها الساكن في الأعالي تخدمه الملائكة ويمجده الكاروبين وقد انحدر من علاه إلينا، ودخل بيت زكريا ليفيض رحمنه على سابقه. اليوم تم كلام النبي: "إفرح يا جبل صهيون واطربن يا بنات يهوذا. اليوم ابتهجت العاقر وسبحت قائلة: "تعالي بالسلام يا عُليقة موسى، وجزة جدعون، ومنارة أقداس زكريا. تعالي بالسلام يا ممتلئة نعمة، تباركت في النساء وتباركت ثمرة بطنك."

ومع أليصابات ننشد نحن الخطأة قائلين: "السلام لك يا مريم البتول القديسة، إذ غُفرت ذنوبنا بك، ومنك اقتبلنا كلمة الحياة. السلام لك، إذ بك نهضنا من زلّتنا، ورجعنا عن غيّنا، فاستنار ظلامنا واشتدت قوانا. لذا نطلب منك يا كلمة الله أن تمنحنا نعمتك وتنيرنا بنورك، وتثبتنا في إيمانك، حتى يحدونا إليك الفرح، فنتوق إلى لقياك بكل أشواق قلوبنا، ونصعد إليك المجد وإلى أبيك وروحك القدوس من الآن وإلى الأبد.








All the contents on this site are copyrighted ©.