2012-12-15 14:40:25

"الدعوات علامة الرجاء المبني على الإيمان" عنوان رسالة البابا بندكتس السادس عشر لليوم العالمي الخمسين للصلاة من أجل الدعوات


تحت عنوان "الدعوات علامة الرجاء المبنيّ على الإيمان" صدرت صباح اليوم السبت رسالة قداسة البابا بندكتس السادس عشر احتفالا باليوم العالمي الخمسين للصلاة من أجل الدعوات المرتقب في الحادي والعشرين من نيسان أبريل 2013، الأحد الرابع للفصح. وقال الأب الأقدس إن الموضوع المُختار للعام القادم يدخل في إطار الاحتفال "بسنة الإيمان" والذكرى الخمسين لافتتاح المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني. وإذ لفت إلى أن الجماعات الكنسية المتعددة المنتشرة في العالم كله قد اتحدت روحيا كل عام، في الأحد الرابع للفصح، لرفع الصلاة لله من أجل عطية دعوات مقدسة، أكد البابا أن هذا الموعد السنوي قد عزّز الالتزام في تسليط الضوء على أهمية جعل الدعوات للكهنوت والحياة المكرسة، أكثر فأكثر، محور الروحانية والعمل الرعوي وصلاة المؤمنين. وتحدث بندكتس السادس عشر في رسالته لليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات عن العلاقة الوثيقة بين الإيمان والرجاء، وأضاف أن أمانة الله التي يجب الاتكال عليها برجاء ثابت تكمن في محبته، وذكّر بهذا الصدد بما كتبه القديس يوحنا في رسالته الأولى "ونحن عرفنا محبة الله لنا وآمنّا بها". وأكد الأب الأقدس أن هذه المحبة متطلبة، عميقة، تهبنا الشجاعة والرجاء، وأضاف: اليوم أيضا، يدعونا يسوع القائم من الموت لنعيش حياتنا معه، وحده القادر على إرواء عطشنا للرجاء. واليوم أيضا، يدعونا لنتبعه، وقد تصل هذه الدعوة في أي لحظة. واليوم أيضا يردد يسوع "تعال فاتبعني". وأضاف البابا يقول إن إتّباع يسوع يعني أن نتمم مشيئته ونجعله يحتل المكانة الأولى في حياتنا، ونسلم له حياتنا ونعيش علاقة عميقة معه. وأشار إلى أن الدعوات الكهنوتية والرهبانية تولد من اختبار اللقاء الشخصي مع المسيح، والحوار الصادق معه، لنتمم هكذا مشيئته. ولذا، فمن الأهمية بمكان النموّ في اختبار الإيمان، كعلاقة عميقة مع يسوع وإصغاء داخلي لصوته. وهذه المسيرة التي تجعلنا قادرين على قبول دعوة الله، أضاف بندكتس السادس عشر، قد تحدث داخل جماعات مسيحية تعيش إيمانا عميقا وشغفا رسوليا، يغذيه التقرب من الأسرار، لاسيما الافخارستيا، وحياة الصلاة التي يجب أن تكون شخصية من جهة أولى، أي لقاء مع الله، ومن جهة ثانية، مستنيرة دوما بصلوات الكنيسة والقديسين. وأكد البابا أن الصلاة الدائمة والعميقة تنمّي إيمان الجماعة المسيحية، مع اليقين الدائم بأن الله لا يترك شعبه أبدا، ويعضده من خلال دعوات خاصة للكهنوت والحياة المكرسة، كي تكون علامات رجاء للعالم. وتابع بندكتس السادس عشر يقول إن الكهنة والرهبان، من خلال شهادة إيمانهم وحماسهم الرسولي، يستطيعون أن ينقلوا، لاسيما للأجيال الجديدة، الرغبة الحية في الإجابة بسخاء على المسيح الذي يدعو لاتباعه. فحين يقبل تلميذ ليسوع الدعوة الإلهية لتكريس ذاته للخدمة الكهنوتية أو الحياة المكرسة، تبان إحدى الثمار الأكثر نضوجا للجماعة المسيحية التي تساعد على النظر بثقة ورجاء إلى مستقبل الكنيسة والتزامها بالبشارة. وختم البابا بندكتس السادس عشر رسالته لليوم العالمي الخمسين للصلاة من أجل الدعوات آملا بأن يتمكن الشباب، وسط خيارات عديدة سطحية وسريعة الزوال، من أن يغذوا التوق للقيم والأهداف السامية والخيارات الجذرية، من أجل خدمة الآخرين باتباع خطى يسوع. أعزائي الشباب، قال البابا، لا تخافوا من اتباع يسوع والسير على الدروب المتطلبة والشجاعة للمحبة والالتزام السخي! فهكذا، ستكونون سعداء للخدمة، وشهودا لذاك الفرح الذي لا يستطيع العالم تقديمه، وستكونون شعلة حية لمحبة أبدية وستتعلمون "أن تردوا على من يطلب منكم دليل ما أنتم عليه من الرجاء".








All the contents on this site are copyrighted ©.