لبنان ـ المؤتمر الثاني لبطاركة وأساقفة الشرق الكاثوليك

بدأت يوم أمس الاثنين في بيت عنيا ـ حريصا (لبنان) أعمال المؤتمر الثاني لبطاركة وأساقفة الشرق الكاثوليك حول تطبيق الإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة" الذي وقعه وسلمه البابا بندكتس السادس عشر خلال زيارته الرسولية إلى لبنان في أيلول سبتمبر الفائت. وكانت كلمة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قدم فيها نظرة شاملة عن مضمون الإرشاد الرسولي، وقال: يؤكّد هذا الإرشاد الرسولي أن الشركة ببُعدَيها العمودي والأفقي تظهر في شهادة الحياة الموصوفة في كتاب أعمال الرسل "كانوا مواظبين على تعليم الرسل، والشركة الأخوية، وكسر الخبز والصلاة"، ويعتبرها الأعمدة الأربعة للشركة والشهادة: كلمة الله تغذّيهما؛ الإفخارستيا وسائر الأسرار ترويهما؛ الصلاة الفرديّة والجماعيّة تنعشهما؛ خدمة المحبة تعزّزهما... ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية أشار الكردينال الراعي إلى أن الارشاد الرسولي يدعو لتوفير ثقافة روحية ولاهوتية وليتورجية تستند إلى الكتاب المقدس وكتاب التعليم المسيحي وتعليم الكنيسة الاجتماعي وتعليم آباء الكنيسة، ويدعو إلى استعمال وسائل الاعلام الحديثة كأداة ملائمة لإعلان الكلمة وتعزيز قراءتها والتأمل فيها، ما يستدعي دعم هذه الوسائل وإنماءها وتأمين تنشئة العاملين فيها تقنيّا وعقائديا وأخلاقيا وشجّع على إعلان سنة بيبلية في كل بلد وإقامة إسبوع بيبلي سنوي... ولفت البطريرك الماروني إلى أن الإرشاد الرسولي ينبه أيضا إلى بروز واقعين خطرين هما الأصولية الدينية العنيفة والعلمنة السلبية وختم كلمته قائلا إن هذه النظرة الشاملة لمضمون الإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة" والمداخلات التي سيدلي بها الحاضرون تدعونا، في زمن الإعلان الجديد للإنجيل وسنة الإيمان، لاتّخاذ توصيات مشتركة من أجل تطبيقه، بحيث يشدّد روح الله فينا المزيد من الشركة؛ ونعيش الأخوّة مع الجميع ببساطة وفرح ونشهد لمحبة المسيح ونعمل من أجل الوحدة بين جميع الناس وإحلال العدالة والسلام. وهكذا تبقى شعلة الحبّ الإلهي ملتهبة في بلدان الشرق الأوسط.