أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان يترأس قداسا إلهي في معهد "ستيلا ماريس" بمدينة أنسيو لمناسبة الذكرى السنوية الخمسين لتأسيسه

ترأس أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال ترشيزيو برتونيه قداسا إلهيا بحضور راهبات سيدة المعونات بمدينة أنسيو الساحلية لمناسبة الذكرى السنوية الخمسين لإنشاء معهد "ستيلا ماريس" أو "نجمة البحار". ألقى نيافته أثناء الذبيحة الإلهية عظة لفت في مستهلها إلى أن هذه المناسبة السعيدة تدعونا إلى توجيه أنظارنا نحو السيدة العذراء، سيدة المعونات ونجمة البحار. وذكّر بكلمات قداسة البابا بندكتس السادس عشر الذي أكد أن الحياة هي بمثابة رحلة طويلة على بحر التاريخ، رحلة لا تخلو من المخاطر، لافتا إلى أن النجوم الحقيقية في حياتنا هم الأشخاص الذين عرفوا كيف يعيشون حياة مستقيمة. بعدها تحدث الكاردينال برتونيه عن كلمة "نعم" التي قالتها مريم العذراء للملاك جبرائيل عندما حمل إليها البشارة، ورافقتها هذه الكلمة حتى أقدام الصليب وأبعد من ذلك. وأكد نيافته أن مريم العذراء تمكث بيننا اليوم، كمدافعة عنا، وكملكة للعمل التربوي الذي يتميز به هذا المعهد. وأضاف أن هذا المعهد تأسس في العام 1962 ليستضيف عددا من الفتيان خلال عطلة فصل الصيف. وفي العام 1968 بدأ معهد "ستيلا ماريس" يعتني بالصغار الفقراء والمعوزين الذين تم احتضانهم بمحبة وتفان. بعدها بسنوات قليلة افتُتحت المدرسة الابتدائية ليليها بعد ذلك افتتاح صفوف المرحلتين المتوسطة والتكميلية. بعدها دعا الكاردينال برتونيه الراهبات والمعلمين وجميع الأشخاص الملتزمين في حقل التربية إلى إبقاء نظرهم موجها نحو المستقبل وإيكال نشاطهم إلى رحمة الله. ولفت إلى أن قداسة البابا بندكتس السادس عشر أكد في رسالته بشأن الواجب التربوي أن التربية هي ثمرة خبرة وكفاءة، ويمكن اكتسابها قبل كل شيء من خلال عيش حياة تتلاءم مع القيم وممارسة المحبة الحقيقية. فالمربي هو قبل كل شيء شاهدا للحقيقة وللخير. وأكد بعدها أنه يتعين علينا اليوم العمل على تخطي عقبات ومشاكل الماضي. في ختام عظته توجه الكاردينال برتونيه إلى العائلات ووجه لها كلمة تشجيع في واجبها التربوي الذي لا غنى عنه. وقال: أبناؤكم يحتاجون إلى القرب والثقة اللذين يولدان من المحبة. هذا ثم أوكل نيافته إلى شفاعة العذراء سيدة المعونات معهد ستيلا ماريس وجميع العاملين فيه وعائلات الطلاب ومدينة أنسيو بأسرها.