البابا يترأس صلاة الغروب في البازيليك الفاتيكانية مع طلاب الجامعات الحبرية والرومانية لمناسبة بداية زمن المجيء والسنة الليتورجية

ترأس البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة الخامسة والنصف من مساء أمس السبت صلاة الغروب في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان مع طلاب الجامعات الحبرية والرومانية لمناسبة بداية السنة الأكاديمية. توجه البابا إلى المشاركين في الاحتفال الديني وأكد أن الله لم يبق في الأعالي بل انحنى على الإنسان وهو سر كبير تخطى كل التوقعات. فقد دخل الله تاريخ الإنسان، وُلد كطفل واجتاز مراحل الحياة البشرية كي يرفع الإنسان إلى مرتبته كما يؤكد القديس بولس. وقد تصرف الله بدافع حبه تجاه الإنسان والبشرية ولفت البابا إلى أن الحب يتخطى كل الحدود عندما يكون حبا حقيقيا. لقد لخص يسوع الناصري البشرية بأسرها، تاريخ البشرية كله وقدم لهذا التاريخ تحولا هاما. بعدها توجه البابا إلى الطلاب قائلا إنهم يستعدون اليوم لاتخاذ قرارات هامة في حياتهم، وليضعوا أنفسهم بتصرف الكنيسة والمجتمع. وأكد أن البابا يقف إلى جانبهم، وإلى جانب الجماعة الأكاديمية في روما كلها، متمنيا أن تكون السنة الليتورجية الجديدة مناسبة تساعد الجميع على عيش الأمانة لله، خصوصا وأنهم مدعوون إلى بناء حياتهم على صخرة الله. وأكد بندكتس السادس عشر أنه من خلال سر الإفخارستيا يصبح الله الحي قريبا من المؤمن، إذ يصير غذاءه، ويدعمه في مسيرته، ويبدله بنار محبته. وذكّر قداسة البابا الحاضرين بأنهم مدعوون أيضا للشهادة لله القريب في البيئات الجامعية، والذي يتجلى أيضا في البحث عن الحقيقة، محرك كل التزام فكري. وأكد أن الإيمان المسيحي هو إيمان بالله الحي الذي ومن خلال يسوع المسيح، الكلمة المتجسد، دخل تاريخنا وأصبح مخلص الإنسان. أن نؤمن ـ تابع البابا يقول ـ يعني أن نوكل حياتنا لمن هو وحده قادر على فتح آفاق هذه الحياة على رجاء يفوق حدود الزمن. وحث البابا الطلاب الجامعيين على التعمق في التفكير بالإيمان، خصوصا خلال سنة الإيمان هذه، مؤكدا أن الله يجعل من المؤمنين به أشخاصا يعلنون الرجاء والأمل وأن عيني الله موجهة صوبنا لأن الله أمين لحبه! إن هذه الثقة وحدها قادرة على حمل البشرية نحو أهداف السلام والازدهار في هذه المرحلة التاريخية الحساسة والمعقدة. وختم مؤكدا أن اليوم العالمي للشبيبة في ريو دي جانيرو سيشكل بالنسبة للطلاب الجامعيين فرصة يعبرون من خلالها عن خصب أمانة الله ويقدمون شهادتهم والتزامهم من أجل التجدد الخلقي والاجتماعي.