2012-11-22 14:17:38

البابا يلتقي بالمسؤولين عن إدارة السجون في المجلس الأوروبي


التقى البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم الخميس بالمسؤولين عن إدارة السجون في المجلس الأوروبي وبالمناسبة ألقى كلمة ترحيبية شكر فيها وزيرة العدل الإيطالية السيدة باولا سيفيرينو ونائبة أمين السر العام في المجلس الأوروبي السيدة غابرييلا باتّايني دراغوني.

قال الأب الأقدس إن مواضيع العدالة الجزائية هي باستمرار موضوع اهتمام الرأي العام والحكومات، خاصة في زمن تتغذى فيه جذور الإجرام من الاختلافات الاقتصادية والاجتماعية، والفردانية المتزايدة. وأضاف ينبغي علينا أن نلتزم بشكل محسوس وليس فقط كتأكيد لمبدأ ما، من أجل إعادة تأهيل فعالة للإنسان وفقا لكرامته وبهدف إعادة اندماجه الاجتماعي. فحاجة الموقوف الشخصية بأن يقيم في السجن لفترة إعادة تأهيل ونضوج هي، في الواقع حاجة المجتمع لاستعادة إنسانا باستطاعته أن يساهم في خير الجميع ولتخفيف ميوله للجنح والخطورة الاجتماعية.

تابع البابا يقول: لكي تستطيع العدالة البشرية، في هذا المجال، أن تنظر إلى العدالة الإلهية وتستسلم لتوجيهها، من الضرورة ألا تعتبر إعادة التأهيل جانبا ثانويا للنظام الجزائي، بل على العكس مرحلة حاسمة ومميّزة.

أضاف الحبر الأعظم يقول: أنتم المسؤولون ومع جميع العاملين القضائيين والاجتماعيين يمكنكم أن تساهموا بشكل كبير في تعزيز هذه العدالة "الحقّة"، "المنفتحة على قوة الحب المحررة" والمرتبطة بكرامة الإنسان. إن دوركم حاسم أكثر من دور الهيئات التشريعيية، إذ أنه بوجود الهيكلية والموارد الملائمة، فإن فعالية مسيرة إعادة التأهيل ترتبط دائما بقدرة واهتمام الأشخاص المدعوين لتحقيق القوانين المرعية الإجراء. لذلك فاليوم، ومن خلالكم، أود تكريم جميع الذين يعملون في إدارة السجون بجدية واجتهاد. فالتعاطي مع الذين اقترفوا ذنوبا عليهم التكفير عنها، والالتزام المطلوب لإعادة الكرامة والرجاء لمن يعاني غالبا من التهميش والاحتقار يستدعيان رسالة المسيح عينها الذي لم يأتي من أجل الأبرار بل من أجل الخطأة، الذين إليهم تتوجه رحمة الله.

وختم الأب الأقدس كلمته بالقول إن الاحترام العميق للإنسان، والعمل من أجل إعادة تأهيل المسجون، وخلق جماعة مربية حقيقية، هي ضرورات ملحة لاسيما أمام نمو عدد "المساجين الأجانب" الذين غالبا ما يعيشون حالات صعبة وهشة. لذا من المهم تعزيز نشاطات تبشيرية ومساعدة روحية قادرة على توعية جوانب أكثر نبلا وعمقا لدى المسجون، موقظة فيه الحماس للحياة كمن يكتشف مجددا بأنه يحمل في داخله صورة الله التي لا تُمحى. وأضاف: إذ نضع ثقتنا بإمكانية التجدد، يمكن لفترة السجن أن تفي بدورها التأهيلي وتصبح للمسجون مناسبة لتذوق الخلاص الذي حققه المسيح في السرّ الفصحي الذي يؤكد لنا النصر على كل شرّ.








All the contents on this site are copyrighted ©.