2012-11-17 15:41:23

كلمة البابا لأساقفة فرنسا في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية


استقبل البابا بندكتس السادس عشر صباح السبت في الفاتيكان الوفد الثاني من أساقفة فرنسا في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية ووجه كلمة استهلها مذكّرا بزيارته باريس عام 2008 وبرسالته لمناسبة لقاء نظّموه في لورد في آذار مارس الفائت أكد فيها أن المجمع الفاتيكاني الثاني كان ولا يزال علامة حقيقية من الله لزماننا، لاسيما في مجال الحوار بين الكنيسة والعالم، وأضاف أن فرنسا غنية بتاريخ مسيحي طويل لا يمكن تجاهله وأشار لدعوة الأساقفة مع الكهنة والمؤمنين للشهادة لرسالة المسيح حتى يغمر نور الإنجيل جميع نشاطات المؤمنين الأرضية. وتوقف الأب الأقدس في كلمته أيضا عند أهمية "سنة الإيمان"، وقال إنها تتيح النمو بثقة في قوة وغنى الرسالة الإنجيلية، ودعا إلى عدم الخوف من الكلام بحيوية رسولية عن سر الله وسر الإنسان، ونشر غنى العقيدة المسيحية بلا كلل. وفي إشارة للنقاشات الهامة في المجتمع، قال البابا: على الكنيسة أن تسمع صوتها بلا انقطاع وبعزم، وتفعل ذلك في احترام التقليد الفرنسي في التمييز بين مجالات صلاحيات الكنيسة وتلك الخاصة بالدولة، وأضاف أن التناغم بين الإيمان والعقل يقدم يقينا خاصا: فرسالة المسيح وكنيسته لا تحمل هوية دينية وحسب، إنما حكمة تتيح تقديم أجوبة ملموسة على المسائل الأكثر إلحاحا، والمقلقة في بعض الأحيان في زمننا الحاضر. وذكّر بندكتس السادس عشر في كلمته بأهمية الليتورجية في حياة الكنيسة، وسلط الضوء على نقل الإيمان للأجيال الشابة وأشار إلى أن عائلات كثيرة تفعل ذلك، وشجع بهذا الصدد كل المبادرات الرامية لمؤازرة هذه العائلات وتعزيز مسؤوليتها في الحقل التربوي، وأضاف أن مسؤولية الأهل في هذا الحقل خير ثمين، تدافع عنه الكنيسة وتعززه، كبعد جوهري للخير العام للمجتمع كله، وكشرط لكرامة الإنسان والعائلة. ولفت البابا لمصاعب عديدة في نقل الإيمان، وللتحدي الكبير في العيش في مجتمع لا يتقاسم دائما تعاليم المسيح، ويسعى أحيانا لتهميش الكنيسة. وبهذا الصدد، قال بندكتس السادس عشر إن الكنيسة تحتاج لشهود مصداقين، مشيرا إلى أن الشهادة المسيحية المتجذرة في المسيح والمعاشة بصدق الحياة لهي متعددة الأشكال، وهي تولد وتجدد بلا انقطاع بفضل عمل الروح القدس. وأضاف الأب الأقدس يقول إن التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية وسيلة هامة لدعم هذه الشهادة، لكونه يظهر قوة الإيمان وجماله، وحث الأساقفة على تسليط الضوء على أهمية هذا التعليم المسيحي، أكثر فأكثر، لاسيما مع الاحتفال هذه السنة بالذكرى العشرين لنشره، كما وتحدث عن أهمية تشجيع المؤمنين العلمانيين على المحافظة على وحدة حياتهم، والشعور بأن إيمانهم يلزمهم، وتوقف أيضا عند الأمانة للتعليم الأخلاقي للكنيسة، والتنبه لمشاريع القوانين المدنية التي تسيء لحماية الزواج بين الرجل والمرأة، وحماية الحياة البشرية وختم البابا كلمته لأساقفة فرنسا في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية، مسلطا الضوء على أهمية خدمة الخير العام والتعمق بنوع خاص بالعقيدة الاجتماعية للكنيسة.








All the contents on this site are copyrighted ©.