2012-11-17 14:52:10

الإنجيل وقفة تأمل عند كلمة الحياة


وفي تلكَ الأَيَّامِ بَعدَ هذهِ الشِّدَّة، تُظلِمُ الشَّمسُ والقَمَرُ لا يُرسِلُ ضَوءَه، وتَتَساقَطُ النُّجومُ مِنَ السَّماء، وتَتَزَعزَعُ القُوَّاتُ في السَّموات. وحينَئذٍ يَرى النَّاسُ ابنَ الإِنسانِ آتِيًا في الغَمام في تَمامِ العِزَّةِ والجَلال. وحينَئذٍ يُرسِلُ مَلائكَتَه ويَجمَعُ الَّذينَ اختارَهم مِن جِهاتِ الرِّياحِ الأَربَع، مِن أَقْصى الأَرضِ إِلى أَقْصى السَّماء. مِنَ التِّينَةِ خُذوا العِبرَة: فإِذا لانَت أَغْصانُها ونَبَتَت أَوراقُها، عَلِمتُم أَنَّ الصَّيفَ قَريب. وكذلكَ أَنتُم إِذا رأَيتُم هذهِ الأُمورَ تَحدُث، فَاعلَموا أَنَّ ابنَ الإِنسانِ قَريبٌ على الأَبواب. الحَقَّ أَقولُ لَكم: لن يَزولَ هذا الجيل حتَّى تَحُدثَ هذه الأُمورُ كُلُّها. السَّماءُ والأَرضُ تزولانِ وكَلامي لن يزول. وأَمَّا ذلكَ اليومُ أَو تِلكَ السَّاعة فما مِن أَحَدٍ يَعلَمُه: لا المَلائكةُ في السَّماء، ولا الابنُ، إِلاَّ الآب. (مر 13، 24- 32)

 

للتـأمل

قراءة من أوريجانس: "وتَرى ابنَ الإِنسانِ آتِياً على غَمامِ السَّماء في تَمامِ العِزَّةِ والجَلال"

"وبقيت أراضٍ للامتلاك كثيرة" (يش 13، 1) فلننظر إلى المجيء الأوّل لربّنا وإلهنا، عندما جاء ليزرع كلمته على الأرض. لقد استحوذ على الأرض كلّها بقوّة بذوره، وطرد القوّات المعادية والملائكة المتمرّدة التي كانت تسيطر على الأرواح والأمم، وزرع في الوقت نفسه كلامه ونشر كنائسه. هذا هو امتلاكه الأوّل للأرض كلّها.

لكن اتبعني عبر سطور الكتاب المقدّس المنمّقة، وسأريك ما هي السيطرة الثانية على أرضٍ قيل ليشوع إنّها تُركت كثيرًا. اسمع أقوال بولس: "فلا بُدَّ لَه أَن يَملِكَ حتَّى يَجعَلَ جَميعَ أَعدائِه تَحتَ قَدَمَيه" (1 قور 25، مز 109، 1) هذه هي الأرض التي قيل إنّها تُركت حتّى يجعل الجميع تحت قدميه، فيأخذ كلّ الناس في ميراثه

 فيما يتعلّق بزمننا، فنحن نرى الكثير من الأشياء "التي تبقى" والتي لم تصبح بعد تحت قدميّ يسوع؛ فهو يجب أن يملك على كلّ شيء، لأنّه لا يمكن أن تأتي نهاية العالم إلاّ بعد أن يصبح كلّ شيء خاضعًا له. في الواقع، قال النبي: "ويَملِكُ مِنَ البَّحرِ إِلى البَّحرِ ومِنَ النَّهرِ إِلى أَقاصي الأَرْض أمامَه أهلُ البادِيَةِ يَركَعون وأَعْداؤه التُّرابَ يَلحَسون" (مز 72، 8- 9) و"مِن عِبرِ أَنْهارِ كوش المُتَضَرِّعرنَ إِلَيَّ مع بَني شَتاتي يُقرِّبونَ لي تَقدِمَة" (صف 3، 10).

نستنتج من هنا أنّ يسوع في مجيئه الثاني سيملك على هذه الأرض التي بقي الكثير منها للامتلاك، لكن طوبى للذين يكون قد ملكهم في مجيئه الأوّل! ستغمرهم النِّعم رغم مقاومة الكثير من الأعداء وهجمات الكثير من الأشرار؛ سينالون حصّتهم من أرض الميعاد. لكن عندما يتحقّق الخضوع بالقوّة، في اليوم الذي يجب فيه "أن يكون الموت أخر عدو يبيده (1 قور 15، 26) لن يعود هنالك أيّة نعمة للذين سيرفضون الخضوع. (نقلا عن موقع الإنجيل اليومي)








All the contents on this site are copyrighted ©.