2012-11-15 14:22:12

كلمة البابا بندكتس السادس عشر إلى المجلس البابوي لتعزيز الوحدة بين المسيحيين: "أهمية العمل المسكوني للبشارة الجديدة"


التقى البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الخميس أعضاء ومستشاري المجلس البابوي لتعزيز الوحدة بين المسيحيين في قاعة كليمينتينا بالفاتيكان وللمناسبة وجه كلمة شكر فيها الكاردينال كورت كوخ عميد هذا المجلس الحبري ومعاونيه على عملهم في خدمة حياة الكنيسة.

قال البابا يتمحور موضوع جمعيتكم العامة هذا العام حول "أهمية العمل المسكوني للبشارة الجديدة"، والدراسة التي تقومون بها تدخل في إطار سنة الإيمان والذكرى الخمسين لافتتاح المجمع الفاتيكاني الثاني. لقد شدد آباء السينودس على العلاقة الوثيقة بين عمل البشارة وتخطي الانقسامات الموجودة بين المسيحيين، وكما يؤكد القرار المجمعي في الحركة المسكونية: "إن هذا التجزؤ يناقض صراحة إرادة المسيح وهو للعالم حجرة عثرة ويلحق الأذى بأقدس الغايات، أي حمل بشارة الإنجيل للخليقة كلّها". (عدد1). بهذا التأكيد يتردد صدى "صلاة يسوع الكهنوتية" التي رفعها إلى الآب كي يكون تلاميذه "بأجمعهم واحدا ليؤمن العالم" (يو 17، 21).

تابع الأب الأقدس يقول إن مسيرة مسكونية حقيقية لا يمكن أن تتواصل بتجاهل أزمة الإيمان التي تجتاح مناطق شاسعة من العالم. فالفقر الروحي لدى العديد من معاصرينا يشكل تحديا لجميع المسيحيين، لذا وفي هذا الإطار يُطلب منا نحن المؤمنين بالمسيح أن نعود إلى الجوهري، إلى قلب إيماننا لنقدم معا للعالم شهادة لله الحي، أي لإله يعرفنا ويحبنا، وينتظر منا جواب حبّنا.

أضاف الأب الأقدس أنه يجب ألا ننسى ما يجمعنا، أي الإيمان بالله الآب والخالق الذي ظهر في الابن يسوع المسيح، وأفاض الروح الذي ينعش ويقدس. هذا إيمان المعمودية التي نلناها، والإيمان الذي يمكننا أن نعلنه معا بالرجاء والمحبة. كما ويجب ألا ننسى أن هدف العمل المسكوني هو الوحدة المنظورة بين المسيحيين المنقسمين. علينا أن نلتزم بكل قوانا ولكن يجب أن نعترف أيضا أن هذه الوحدة هي عطية من الله، يمكن أن تأتي فقط من الآب بواسطة الابن لأن الكنيسة هي كنيسته، لذا فالسير معا نحو هذا الهدف هو واقع إيجابي شرط ألا تتوقف الكنائس والجماعات الكنسية في مسيرتها هذه لتقبل الاختلافات كأمر طبيعي أو كأفضل ما يمكن تحقيقه.

ختم الأب الأقدس كلمته بالقول: أتمنى أن تساهم سنة الإيمان أيضا في تقدّم مسيرة العمل المسكوني. وأضاف أن الوحدة هي ثمرة الإيمان ووسيلة لإعلان الإيمان بشكل أكثر قابلية للتصديق على الدوام للذين لم يعرفوا المخلص بعد، أو للذين قد نالوا البشارة ونسوا عظمة هذه العطية. فالعمل المسكوني والبشارة الجديدة يتطلبان إرادة صادقة في إتباع المسيح والتزاما كاملا بإرادة الآب.

وفي الختام جدد الأب الأقدس شكره للجميع ومنحهم فيض بركاته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.