2012-11-01 14:18:39

كلمة قداسة البابا قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي صباح الخميس لمناسبة عيد جميع القديسين


لمناسبة الاحتفال بعيد جميع القديسين تلا قداسة البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم الخميس صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. قال البابا إن هذا العيد يحملنا على التفكير في الأفق المزدوج للبشرية، والذي نعبر عنه بكلمتي "الأرض" و"السماء". فالأرض تمثل المسيرة التاريخية للبشرية، فيما ترمز السماء إلى الأبدية، وملء الحياة في الله. بالتالي ـ تابع البابا يقول ـ إن هذا العيد يحملنا على التفكير بالكنيسة ببعديها: أي الكنيسة السائرة في هذا الزمن، وتلك التي تحتفل بالحياة الأبدية، بأورشليم السماوية. إن هذين البعدين يجمعهما واقع "شركة القديسين": واقع يبدأ هنا على الأرض ويبلغ تمامه في السماء. ففي عالمنا الأرضي الكنيسة هي بداية سر الشركة هذا الذي يوحد البشرية، سر يرتكز بالكامل على يسوع المسيح، لأنه هو من أدخل هذه الديناميكية الجديدة لدى الجنس البشري، إنها حركة تقود الإنسان نحو الله، وفي الوقت نفسه تقوده باتجاه الوحدة، والسلام بمعناه العميق. يقول إنجيل القديس يوحنا إن يسوع المسيح مات ليجمع أبناء الله المشتتين وهذا العمل تواصله الكنيسة التي هي "واحدة" و"مقدسة" و"جامعة". أن يكون المرء مسيحيا، أن ينتمي إلى الكنيسة يعني الانفتاح على هذه الشركة، كبذرة تُدفن في الأرض، تموت لتنبت وتنمو صعودا باتجاه السماء. إن القديسين الذين أعلنتهم الكنيسة، وأولئك الذين يعرفهم الله وحده، والذين نحتفل بعيدهم اليوم، عاشوا هذه الديناميكية بزخم كبير، وكان المسيح حاضرا لدى كل واحد منهم وبصورة شخصية، بفضل روحه الذي يعمل بواسطة كلمة الله والأسرار. أن يكون الإنسان متحدا مع المسيح، داخل الكنيسة، لا يمحو شخصيته بل على العكس يجعلها منفتحة، يبدلها بقوة المحبة ويعطيها بعدها الأبدي هنا على هذه الأرض. هذا يعني أيضا أن يكون الإنسان مطابقا لصورة ابن الله، وأن يحقق تدبير الله الذي خلق الإنسان على صورته ومثاله. من خلال الاحتفال بعيد جميع القديسين ـ مضى قداسة البابا إلى القول ـ نتمكن من تذوق جمال هذه الحياة، حياة الانفتاح التام إلى نظرة الله والأخوة المحِبّة. نكرم اليوم جميع القديسين ونستعد لإحياء ذكرى جميع الموتى المؤمنين يوم غد. في القديسين نرى انتصار المحبة على الأنانية والموت: نرى أن اتّباع المسيح يقود إلى الحياة الأبدية، ويعطي معنى لحاضرنا ولكل لحظة نعيشها لأنه يملأ حياتنا بالمحبة والرجاء. إن الإيمان بالحياة الأبدية يجعلنا نحب التاريخ والحاضر ونحب الأرض لأن قلبنا موجود في السماء. ختاما وقبل أن يوجه تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين القادمين من إيطاليا ومختلف أنحاء العالم سأل البابا بندكتس السادس عشر العذراء مريم أن تنال لنا نعمة أن نؤمن بالحياة الأبدية، وأن نشعر بعلاقات الشركة مع أحبائنا الموتى.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.