2012-10-16 16:17:00

أعمال الجمعية العامة العادية الـ13 لسينودس الأساقفة: لمحة عن بعض مداخلات يوم الاثنين الماضي


تخللت أعمال الجمعية العامة الـ13 لسينودس الأساقفة يوم أمس الاثنين مداخلات لعدد من المشاركين من كرادلة ورؤساء أساقفة وأساقفة. ومن بينهم نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري عميد مجمع الكنائس الشرقية الذي استهل مداخلته مشيرا إلى الفقرتين الـ74 و75 من ورقة العمل وشاكرا قداسة البابا بندكتس السادس عشر من صميم القلب على إشراكه الكنائس الشرقية في أعمال سينودس الأساقفة حول الكرازة الجديدة بالإنجيل، لافتا أيضا إلى الإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط" الذي وقع عليه الأب الأقدس خلال زيارته للبنان في أيلول سبتمبر الماضي. وتحدث الكاردينال ساندري عن أوجه الشبه القائمة بين هذا السينودس وذلك الخاص بالشرق الأوسط الذي كان عنوانه الرئيس "شركة وشهادة". وتابع قائلا إن الكنائس الشرقية هي شاهدة حية على أصول المسيحية وقد أشار إليها البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني على أنها الرئة الثانية لجسد المسيح الواحد. ولفت إلى أن هذه الكنائس لا يسعها أن تتخلى عن رسالة وحدة تلامذة المسيح الموكلة إليها. وأكد أن هذه الكنائس وبفضل مسيرتها الإيمانية الطويلة، التي ذاقت طعم الاستشهاد، قادرة اليوم على أن تكون عنصرا فاعلا على صعيد الكرازة بالإنجيل. لم تخل مداخلة الكاردينال ساندري من الإشارة إلى حالات الاضطهاد والهجرة القسرية التي يعاني منها المسيحيون في الشرق، مؤكدا أن هذه الجماعات هي بمثابة "خميرة إنجيلية" في تلك المجتمعات. وختم مؤكدا أن زيارات الحج إلى الأراضي المقدسة، خصوصا خلال سنة الإيمان هذه، تشكل تعبيرا عن المحبة الروحية والمادية حيال المسيحيين المقيمين في الشرق الأوسط، كما تساهم في تعزيز رجائهم، هذا الرجاء الأساسي من أجل إعلان بشارة الإنجيل.

هذا وكانت مداخلة للكاردينال أنجيلو أماتو، عميد مجمع دعاوى القديسين، الذي أشار إلى أن ورقة العمل تضمنت أربعين إشارة إلى القداسة، كالارتداد إلى المسيح، وقبول نعمته، كما لفتت الوثيقة أيضا إلى الدور الرئيس الذي يضطلع به القديسون في مجال الكرازة الجديدة بالإنجيل. وأكد نيافته أن الكنيسة ومن خلال القديسين تقدم صورة عن الإنجيل المعاش. فالقديسون يبشرون بالإنجيل من خلال حياتهم الفضيلة، التي تتغذى من الإيمان والرجاء والمحبة. إنهم يجسدون التطويبات الإنجيلية التي تشكل مرآة للمسيح القائل: طوبى للفقراء والمتواضعين، وأنقياء القلوب والرحماء وصانعي السلام. وختم الكاردينال أماتو مداخلته مشيرا إلى أن حياة الكنيسة في الشمال والجنوب والشرق والغرب غنية بحياة العديد من القديسين المنتمين إلى مختلف العرقيات واللغات والثقافات والجنسيات والأعمار. فالقداسة هي هبة من عند الله، تدخل قلب الإنسان وتبدل حياة أبناء الكنيسة أينما وُجدوا.

ومن بين الأساقفة الذين تناوبوا على الكلام عصر أمس الاثنين الأسقف الكلداني العراقي شلمون وردوني الذي أكد أن على الكرازة بالإنجيل، وكي تكون فاعلة ومثمرة، أن تبتكر طرقا ووسائل جديدة. ينبغي قبل كل شيء أن ترتكز إلى نعمة الروح القدس، الذي ينير الإنسان ويحمله على عيش دعوته المسيحية والإنسانية ويبلغ نور العقل وفرح القلب الحقيقي. وأكد أن السينودس السابق تمحور حول "كلمة الله" مشيرا إلى أنه بدون كلمة الله لا نستطيع أن نلتقي بـ"الكلمة المتجسد" ومن هذا المنطلق ينبغي أن نبشّر أنفسنا قبل أن نبشّر الآخرين. بعدها تحدث المطران وردوني عن اللامبالاة حيال الدين والتي هي شكل من أشكال "الإلحاد المقنّع" مشيرا أيضا إلى مشكلة الهجرة الناجمة عن الأوضاع الصعبة في بعض مناطق العالم وقال: يجب أيضا ألا ننسى الدور السلبي الذي تضطلع به بعض وسائل الإعلام الساعية إلى النيل من مصداقية الكنيسة وإضعاف سلطتها المعنوية. وختم المطران وردوني مداخلته مشيرا إلى أن الكرازة الجديدة بالإنجيل في العراق ما تزال صعبة للغاية على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها الكنيسة. فأعداد المسيحيين آخذة بالتقلص بسبب الهجرة المستمرة للمؤمنين ورجال الدين.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.