2012-10-15 14:41:32

أعمال الجمعية العامة العادية الـ13 لسينودس الأساقفة: لمحة عن بعض مداخلات يوم السبت الماضي


تخللت أعمال الجمعية العامة الـ13 لسينودس الأساقفة يوم السبت الماضي مداخلات لعدد من المشاركين من كرادلة وبطاركة ورؤساء أساقفة وأساقفة. ومن بينهم بطريرك القدس للاتين فؤاد طوال الذي أكد أن زيارات الحج إلى الأماكن المقدسة وإلى الحجارة الحية تشكل وسيلة ممتازة لإعادة إحياء إيماننا وإيمان الحاج. وأكد أن مسيحيي الأرض المقدسة هم أحفاد الجماعة المسيحية الأولى وهم الذاكرة الجماعية الحية لحكاية يسوع. وسطر البطريرك طوال ضرورة أن ترافق زياراتِ الحج هذه قراءةٌ وتعمق في كلمة الله، آملا أن يساهم اللقاء مع الجماعات المحلية في تعزيز إيمان المؤمنين وزرع بذور الإيمان في قلوب غير المؤمنين. واعتبر غبطته أن حضور الحجاج المسيحيين في الأرض المقدسة يشكل تعبيرا عن التضامن مع الجماعات المسيحية المحلية التي تسير في درب الجلجلة. وقال متوجها إلى المشاركين في أعمال السينودوس: إننا بحاجة إليكم، إلى صلواتكم وتضامنكم. تعالوا أنتم أيضا أيها الأخوة الأساقفة مع الكهنة والإكليريكيين والمؤمنين وابتهلوا معنا من الله عطية الإيمان والسلام التي نحن بأمس الحاجة إليها. وتابع يقول: على الكرازة الجديدة بالإنجيل أن تنطلق من القدس، كي تكون عصرية وفاعلة: يجب أن تنطلق من الجماعة المسيحية الأولى المرتكزة إلى شخص المسيح، لافتا إلى أن الظروف الراهنة في المنطقة حملت الأقليات المسيحية على الانغلاق على ذاتها والسعي إلى الدفاع عن نفسها وجعلتها رهينة الخوف.

وكانت أيضا مداخلة للبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الذي استهل مداخلته مشيرا إلى ورقة العمل في فقرتيها الـ56 والـ57 لافتا إلى أن الحوار بين الأديان يندرج في إطار الكرازة الجديدة بالإنجيل. وتطرق بنوع خاص إلى الحوار مع الإسلام في العالم العربي الذي يشير إليه مختلف اللاعبون الاقتصاديون والسياسيون والدينيون على الساحة الدولية. وأكد أن هذا الحوار ـ كما جاء في الإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط" ـ يرتكز إلى الربط الروحية والتاريخية التي تجمع المسيحيين بالمسلمين. وقد حدد معالم هذا الحوار الإعلان المجمعي "في عصرنا". وأكد الراعي أن الكرازة بالإنجيل تتم في المدارس والجامعات والمستشفيات والمؤسسات الاجتماعية التابعة لمختلف الأبرشيات والجمعيات الرهبانية في الدول العربية والتي تفتح أبوابها للمسيحيين والمسلمين على حد سواء. كما تتم هذه الكرازة بطريقة غير مباشرة بواسطة وسائل الإعلام، لاسيما تلك الكاثوليكية، ما يحمل بعض المسلمين على الارتداد إلى المسيحية بطريقة سرية. وأعرب البطريرك الماروني عن أمله بأن تشهد المنطقة "ربيعا مسيحيا" يقدم إسهامه في إطار الربيع العربي لتحقيق الديمقراطية، والحرية والعدالة والسلام والدفاع عن كرامة الإنسان إزاء جميع أشكال العنف والانتهاكات.

ومن بين المشاركين في الأعمال الكاردينال بيتر توركسون رئيس المجلس الحبري للعدالة والسلام الذي توقف في مداخلته عند الدور الذي يضطلع به المجلس البابوي المذكور، إذ يسعى إلى تحفيز الجماعة الكاثوليكية على تعزيز النمو في المناطق المحتاجة إلى العدالة الاجتماعية. وقال إن ورقة العمل وفي فقرتها المائة والثلاثين تسلط الضوء على تعاليم الحبرين الأعظمين بولس السادس وبندكتس السادس عشر اللذين أكدا أن الكرازة بالإنجيل لا تأتي بالثمار المرجوة إن لم تأخذ في عين الاعتبار الشهادة لمحبة المسيح من خلال أعمال قوامها العدالة والسلام والنمو. وأكد أن البعد الإرسالي للعقيدة الاجتماعية للكنيسة يرتكز على هذه المبادئ الأساسية كعنصر أساسي للكرازة بالإنجيل. وذكّر ختاما بأن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني أكد أن العقيدة الاجتماعية للكنيسة هي أداة للكرازة بالإنجيل.

هذا وكانت مداخلة أيضا للمطران خوسيه أوكتافيو روز أريناس، أمين سر المجلس البابوي لتعزيز الكرازة الجديدة بالإنجيل الذي تحدث من جانبه عن عطش الإنسان إلى الله الخالق، مشيرا إلى أن الكرازة الجديدة بالإنجيل ينبغي أن تساعد إيمان الأشخاص في عالم اليوم على النضوج وعلى أن يصبح إيمانا أصيلا. ولفت سيادته إلى أن إعلان كلمة الله والتأمل بها يساعدان المؤمنين على بلوغ النضوج الإيماني لأن الله يتواصل مع الإنسان وبإمكان الشخص المعمد أن يدخل في حوار صادق مع الله.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.