2012-10-11 14:02:42

مداخلة الكاردينال جان لوي توران أمام المشاركين في أعمال الجمعية العامة الـ13 لسينودس الأساقفة


من بين المداخلات التي أُلقيت خلال أعمال الجمعية العامة الثالثة عشرة لسينودس الأساقفة مداخلة لرئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان الكاردينال جان لويس توران الذي أكد أن المسيحيين الذين يجهلون غالبا مضمون إيمانهم ويعجزون بالتالي عن عيش هذا الإيمان ليسوا أهلا للانخراط في حوار مع أتباع باقي الديانات لأن هذا الحوار ينبغي أن ينطلق دائما من التأكيد على قناعاتنا الخاصة. لذا فمن الأهمية بمكان أن يكون المسيحيون الملتزمون في الحوار بين الأديان مستعدين لذلك من الناحية العقائدية ما يجعل الكرازة الجديدة بالإنجيل أولوية، بهدف توفير التنشئة لمسيحيين قادرين على التعبير عن إيمانهم بكلمات بسيطة وبلا خوف. وأكد رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان أن على الملتزمين في الحوار الديني أن يواجهوا تحديات ثلاثة: أولا تحدي الهوية أي أن يعرفوا من هو الله وأن يعيشوا بطريقة تتماشى مع قناعاتهم الدينية؛ ثم تحدي الغيرية: أي الإقرار بأن من يتّبع دينا آخر ليس بالضرورة خصما لي، بل إنه حاج يبحث عن الحقيقة؛ والتحدي الثالث ـ قال توران ـ هو تحدي التعددية: إن الله يعمل في قلب كل إنسان، بوسائل وطرق يعرفها هو وحده. هذا ثم أشار نيافته إلى أن التناغم بين أتباع مختلف الديانات يحمل إلى المجتمع بعدا روحيا للحياة، بإمكانه التصدي للصراعات. وتابع قائلا: أفكر على سبيل المثال بالأيام التي أمضيناها في لبنان، وذكّر بكلمات قداسة البابا بنتدكتس السادس عشر الذي أكد أن التعايش معا يفترض الثقة بالآخر، ونبذ الثأر والإقرار بالأخطاء والتسلح بالشجاعة اللازمة لنغفر للآخر. ولفت توران أيضا إلى ما قاله مفتي الجمهورية اللبنانية الذي قال: "بالنسبة لنا نحن المسلمين، المسيحيون هم مصدر غنى". وذكّر رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان بأن قناة الجزيرة الفضائية قامت بنقل مختلف محطات هذه الزيارة البابوية مباشرة على الهواء، ما سمح بأن تصل الرسالة إلى ملايين العائلات المسلمة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.